«مؤذن الروضة» وشقيقه.. اغتربا من أجل «لقمة العيش».. واغتالهما الإرهاب فى «بئر العبد»
المؤذن
ولدا بالشرقية، وكتب لهما القدر أن يكونا من الشهداء على أرض الفيروز، ضمن ضحايا استهداف مسجد «الروضة».
هما فتحى أحمد إسماعيل، 61 عاماً، وشقيقه «علاء»، 55 عاماً، ولدا فى قرية «جزيرة سعود» التابعة لمحافظة الشرقية، وعندما كبرا بحثا عن مصدر للرزق، ووجدا ضالتهما فى سيناء التى مكثا بها طوال 35 عاماً حتى اغتالهما الإرهاب الغاشم فى حادث الاعتداء على المصلين فى مسجد الروضة، أمس الأول.
«بمجرد الانتهاء من صلاة الجمعة، وخروجنا من مسجد أبوجرير بقرية سعود، صدم جميع الأهالى بأنباء الهجوم الإرهابى على المصلين وسارعت بالاتصال بأقاربى، لكن دون جدوى»، كلمات قالها سعيد الزير، 44 عاماً، عامل، مقيم بقرية سعود مركز الحسينية وصهر الشهيدين «فتحى وعلاء»، أضاف: «بعد عدة محاولات فاشلة للاتصال على الشهيدين اتصلت بنجل الشهيد علاء، وقبل أن أنطق بكلمة واحدة، بادر بالحديث قائلاً: «أبويا وعمى ماتوا، الإرهابيين قتلوهم وهما بيصلوا».
وتابع: «للوهلة الأولى كنت أود ألا أصدق ما سمعته، ورددت كيف يقتل أناس يصلون داخل مساجد الله، وبعد ثوان معدودة تذكرت أن الإرهاب لا دين له.
وتابع: «توجهت بصحبة عدد من أفراد العائلة إلى سيناء لاصطحاب جثمان الشهيدين والعودة بهما لدفنهما فى مقابر العائلة، إلا أن أبناءهما رفضوا وقرروا دفنهما فى مقابر الروضة بسيناء تنفيذاً لوصية الشهيد فتحى، حيث كان قد طلب من أبنائه أن يدفنوه فى حال وفاته فى الروضة، التى كان يعتبرها من أطهر بقاع الأرض طالما فيها المسجد الذى عاش بين جدرانه طوال أكثر من 40 سنة يصدح فيه بالأذان وقت كل صلاة.
وقال: «الشهيد فتحى انتقل للإقامة فى سيناء بعد أن بحث عن فرصة عمل وأتيح له ذلك بالعمل مؤذناً فى مسجد الروضة، ومنذ ذلك الحين وهو يقيم هناك، خاصة بعد أن تزوج وأنجب 6 أبناء، 5 أولاد وفتاة، وكذلك شقيقه الشهيد علاء، الذى انتقل للإقامة هناك، ويعمل مدير حسابات فى مجلس محلى الروضة، وكذلك زوجته تعمل موظفة بالإدارة الصحية، وأنجبا 3 أبناء ولدين وفتاة، والأخيرة تدرس بالصف الثالث الثانوى.
صهر أحد الشهيدين: «كانا يرددان: هنعيش ونموت فى الروضة ومش هنخاف من الإرهابيين»
وأشار إلى أن الشهيد علاء كان يعتنى كثيراً بابنته ويردد دائماً أنه لا يريد أن يموت قبل أن يطمئن عليها وعلى مستقبلها: «الفتاة طالبة فى الثانوية العامة ومتفوقة، ووالدها كان حريصاً على أن يساندها ويدعمها فى كل خطواتها وحياتها العلمية حتى استأجر لها شقة فى بئر العبد، لتكون قريبة من أماكن الدروس والمدرسة وكان يقيم معها حيث كان يقطع يومياً مسافة أكثر من 40 كيلومتراً للذهاب إلى عمله، ثم التوجه إلى الشقة».
وأضاف «سعيد»: على الرغم من الحوادث الإرهابية التى شهدتها سيناء خلال الفترة الماضية، إلا أن الشهيدين لم يعبآ بها، وكان لديهما يقين أن الأعمار بيد الله وعندما تحدثت مع الشهيد فتحى عن إمكانية تعرضه للقتل أو الإصابة فى أى حادث إرهابى، رد قائلاً: «الأعمار بيد الله، إحنا مش هنخاف من الإرهابيين، وأنا عشت فى الروضة معظم سنوات حياتى، ومش هسيبها وهموت فيها».