دماء على ملابس الأطفال: «مش هنبكى ونفرّح الإرهابيين»
أطفال أصيبوا فى الحادث الإرهابى
أطفال فى عمر الزهور، رافقوا آباءهم إلى مسجد الروضة أمس الأول الجمعة، لأداء فرض من فروض الله، ومشاركة المسلمين عيدهم الأسبوعى فى صلاة الجمعة بالمسجد الشهير بمدينة بئر العبد، ولم يسلم هؤلاء الصغار الأبرياء من استهداف الإرهابيين للمسجد، فسقط عشرات الأطفال بين الشهداء والمصابين. «الوطن» التقت أطفالاً ناجين من الموت فى التفجير، وبدوا بملابس دامية، أثناء وجودهم بمدينة الإسماعيلية لتلقى الإسعافات الأولية، ورووا جانباً مما رأوه أثناء التفجيرات، وكأنه شريط ذكريات مؤلم لا يريد أن يفارق أذهانهم.
فى المكان الذى التقينا الأطفال به داخل المستشفى الجامعى، شوهدت دماء كثيرة تلطخ ملابس المصابين ومحاليل طبية معلقة بأجسادهم.
محمد رفيق، 4 سنوات، يقف مذهولاً مما تراه عيناه، لا يبكى كثيراً رغم الألم الذى يتعرض له نتيجة إصابته بجرح بالقدم اليمنى، ويقول: «أنا راجل ولن أبكى، حتى لا يفرح الإرهابيون فى أوجاعنا، والدى علمنى الصلاة وأحب ربنا، لكن هم لا يخافون الله، لذلك دخلوا بيته وضربونا بالسلاح، لو كانوا على حق كانوا دخلوا المسجد يصلوا مش يقتلوا الناس، هم كذابون ويكرهون المصريين.
«وافى»: هارجع أصلى فى الروضة.. و«أحمد»: غدروا بنا والإمام يقول «الله أكبر» وجثث أهلى حمتنى من الموت
وافى سلمان غانم، 16 سنة، مصاب بطلق نارى بالساق اليسرى، يقول: «كان مشهد غريب لن أنساه، مش قادر أفهم أو حتى أستوعب إن الكفر يوصل لدرجة ضرب بيت الله، لا يوجد حرمة ولا نخوة، وإن شاء الله هارجع سينا وأصلى فى الروضة تانى، لأننا ما بنخافش من الإرهاب ولا ينفع نخاف، سيظل الإرهابيون أعداءنا، والحفاظ على مصر قضيتنا، زى ما هى قضية الجيش والشرطة والقضاء»، وعما يتذكره بشأن الهجوم قال: ذهبنا إلى الصلاة زى كل يوم جمعة بصحبة الأهل والأعمام، والجيران وأطفال المنطقة، وكان خارج المسجد عدد من السيارات والموتوسيكلات الخاصة بأبناء القرية وناس مسافرين، ومع موعد الصلاة دخلوا للصلاة وصعد الإمام المنبر وبدأ الخطبة وبعدها قمنا للصلاة وعقب الاصطفاف بلحظات فوجئنا بهجوم مروع من مجموعة مسلحة دخلت المسجد بشكل عشوائى وأطلقت النار علينا وأخذوا يقولون كلاماً غير مسموع بسبب التلثيمة اللى كانوا لابسينها على وشوشهم، وغادروا المسجد مسرعين.
أحمد عيد سعيد، 13 عاماً، مصاب بكسر فى الفخذ اليمنى، يقول: «غدروا بنا، ونحن ركع سجود، والإمام يقول: الله أكبر، ويا ريتنى فارقت الحياة زى الشهداء اللى ماتوا وهما بيصلوا، وربنا كتبلى النجاة بسبب جثث المصلين اللى وقعت عليها وهما تلقوا الضرب كله»، وتابع قائلاً: «تعودت وسط أهلى وجيرانى داخل المسجد نصلى الجمعة ونستمع للخطبة وبعدين يجتمع أهالى القرية ونسمع النصيحة ونتعلم حب الدين والخوف من الله، والبعد عن الخيانة، والتصدى للإرهاب، وكانت الصحبة حلوة يوم الجمعة».