الشهيدان الأب والابن من «الروضة» إلى «سمنود»: السعيد احتضن أحمد ليحميه ففرقهما الموت
«أحمد» مع ابنيه
من أبواب مسجد السلام فى قرية ميت حبيب، التابعة لمركز سمنود بالغربية، وصولاً إلى المقابر التى تبعد 3 كيلومترات، طاف آلاف الأهالى الشوارع، حاملين على أكتافهم نعشى شهيدى الهجوم الإرهابى على مسجد الروضة فى شمال سيناء، السعيد مسعد أبوعيطة، مدير مدرسة الروضة الابتدائية، وطفله أحمد، البالغ من العمر 7 سنوات.
منذ ساعات الصباح الأولى، تأهب أهالى القرية لاستقبال الشهيدين الأب والابن، وسط أجواء حزينة فى جميع المنازل، وفور وصول الجثمانين إلى المسجد الكبير، اعتلى شقيق الشهيد المنبر مردداً هتاف «لا إله إلا الله.. الإرهابيين فى النار»، ثم خاطب المشيعين قائلاً «كلنا فداء الوطن، وشقيقى ونجله ليسا آخر شهداء الوطن».
وتحولت جنازة الشهيدين إلى مظاهرة ضد الإرهاب، ردد خلالها المشيعون هتافات مطالبة بالقصاص، منها «القصاص القصاص ضربوا أولادنا بالرصاص»، و«الشهداء فى الجنة والإرهابيين فى النار»، و«يا سيسى كلنا وراك ومعاك يا جيشنا ضد الإرهاب»، كما رفع أقارب الشهيدين صوراً للأب برفقة ابنه فى مدرسة الروضة. «حسبى الله ونعم الوكيل، الإرهابيين الكفرة قتلوا ابنى وحفيدى»، قالها مسعد أبوعيطة بينما يحتضن جثمانى نجله وحفيده، قبل أن يقف مستنداً على باقى أبنائه، وأضاف «الإرهابيون خونة، لكننا سننتصر عليهم، ولنا الله»، مشيراً إلى أن خبر استشهاد نجله وحفيده نزل عليه كالصاعقة، كما أصاب باقى أفراد العائلة بالصدمة. وقال محمد حسن، أحد أهالى القرية، إن «الشهيدين عاشا فى غربة، لكنهما عادا ليدفنا بأيدينا فى قريتهما».