خطيب مسجد الروضة يحارب الإرهاب بطريقته «هرجع لنفس المنبر»
زيارة المسئولين لخطيب المسجد
الزيارات لا تتوقف، والأقدام التى تدخل وتخرج إلى غرفة المريض «محمد عبدالفتاح رزيق» كثيرة، سواء من الذين يعرفونه أو غيرهم، للاطمئنان على خطيب مسجد الروضة الذى نجا أمس الأول من القتل، فى حادث بئر العبد بشمال سيناء، غير أن زيارة وزير الأوقاف للشيخ غيرت طبيعة الزيارة، ليتحول «الناجى» من المجزرة إلى «بطل» فى عيون جيرانه، بعد أن أكد بكلمات حاسمة: «هرجع مسجدى تانى وهقف على نفس المنبر اللى وقعت منه».
منذ وصوله إلى مستشفى الحسينية أمس الأول، وعبدالفتاح محمد ابن عم خطيب مسجد الروضة، ينظم الناس. يضع شروطاً للدخول وأخرى للخروج، فـخمسة أشخاص فقط يدخلون دون أن تزيد الزيارة على 5 دقائق ثم يخرجون، ولا مجال لأحد بمخالفة التوجيه: «غصب عنى عشان مش ملاحق على الناس، حبايبه واللى سمعوا الموضوع جم يطمنوا عليه ويدعموه نفسياً» يحكى الشاب الذى فوجئ بحضور وزير الأوقاف د.محمد مختار، ومحافظ الشرقية اللواء خالد سعيد، ومدير الأمن وعدد من قيادات المحافظة: «عرفنا إنهم جايين ليه مخصوص».
10 آلاف جنيه مساعدة عاجلة من وزير الأوقاف ومثلها من محافظ الشرقية
تحدث الوزير مع الشيخ الذى يستلقى على فراش داخل المستشفى لإتمام الفحوصات وتلقى العلاج، وكان كلامه معه حول دور الداعية فى المجتمع، وكيف أنه لا يقل عن دور ضابط الجيش أو الشرطة، لكن الحديث أخذ منحى آخر حين طلب الشيخ محمد من الوزير أن يعود إلى مسجده عقب شفائه: «قلت له يا سيادة الوزير أنا عايز أرجع لمسجدى لما أخف، وهرجع لنفس المنبر اللى وقعت من عليه» يحكى الشيخ محمد، الذى جلس الوزير معه قرابة الـ10 دقائق، وقدم له مصحفا فى بداية حديثه معه: «قال لى عايزين روح قتالية، وعمل لى مساعدة عاجلة بـ10 آلاف جنيه من الوزارة، ومحافظ الشرقية نفس الكلام، بس ده مش المهم، المهم أرجع إلى جامعى».
ينام الشيخ محمد على سريره، يلتف عدد من الأطفال حوله، كانوا يحفظون القرآن على يده، وعدد آخر من أولياء أمورهم: «ده كان بالنسبة لى أجمل حاجة حصلت ليا». ثم يتمنى خطيب مسجد الروضة التعافى سريعاً للعودة إلى مسجده: «ده دورنا وهنؤديه وهرجع نفس الجامع عشان أقول للإرهابيين إحنا مابنخافش».