"أحمد".. طلقة الغدر تخطف ابن الـ7 سنوات من حضن أبيه على سجادة "الروضة"
«أحمد» مع ابنيه
انتقل والده قبل 10 سنوات من بلدته الصغيرة التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية، قاصدًا أرض الفيروز تنفيذا لقرار تعيينه الصادر بإلحاقه بمدرسة الروضة بمنطقة بئر السبع بالعريش، ولم تمض سوى سنوات قليلة حتى جاء إلى الدنيا ابنه الصغير أحمد، صاحب السبع سنوات، فهناك عاش وتعلم واستشهد وكتب اسمه في قائمة شهداء حادث الروضة، راحلا من روضة العريش إلى روضة الجنة بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة بجوار والده أثناء صلاة الجمعة.
"أحمد"، أحد ثلاثة أبناء لمدير مدرسة الروضة بالعريش، السعيد أحمد أبوعيطة، الذي عمل مدرسا لمادة الدراسات الاجتماعية في بداية التحاقه بالمدرسة، وتدرج في المناصب حتى تولى إدارتها، استشهد بجوار والده بين صفوف المصلين، وحسب روايات أهل القرية، عثر عليه محتضنا والده بعد أن ارتفعت أصوات الرصاص وهرع الجميع من هول الكارثة ولم يجد الصغير ملاذًا يحتمي به سوى هذا الركن الضيق في مساحته الواسع في مكانته، ولكن سبقته رصاصة الغدر حتى استقرت بداخل جسده لينتقلا سويا إلى روضة الجنة.
"الخلوق المجتهد"، سمتان أكد عليهما جميع أهل القرية وأصدقاء الشهيد أبوعيطة والد الطفل الصغير، وحسب قول مسعد أبوضهر، أحد أبناء قريته ميت حبيب، بالغربية، مسقط رأس الوالد والطفل: "الكل بيشهد ليه بالأخلاق العالية هو وأولاده والالتزام في شغله وحب الناس ليهم".
ومع دقات العاشرة مساء الجمعة، أدى الأهالي صلاة الجنازة على الأب والابن بمسجد السلام في القرية، ورفع الأهالي الجثامين على أكتافهم ليستقرا في مثواهما الأخير بمقابر الأسرة بالقرية.