مطالبات برلمانية بتحويل الإدانات الدولية إلى قرارات لمواجهة الإرهاب
جثامين الشهداء داخل مسجد الروضة عقب الحادث الإرهابى
أجمع عدد من نواب البرلمان على ضرورة التحرك السريع واستغلال الإدانات الدولية التى صدرت فى أعقاب الحادث الإرهابى الغاشم بمسجد الروضة، الذى راح ضحيته نحو 305 شهداء و128 مصاباً، لمواجهة قوى الإرهاب فى المنطقة.
وأكد النواب أن هناك تحركات برلمانية لمقابلة أعضاء البرلمان الدولى والأوروبى خلال الأيام المقبلة لتقديم رؤية لمواجهة الإرهاب. وأوضح طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، أن إطلاق الإدانات عقب وقوع أى حادث إرهابى أمر طيب من الدول التى تؤازر مصر فى مصابها الأليم. وقال: «الإرهاب لا دين له، والإدانات ليست الآلية الحقيقية لمواجهته، ورغم تحركات مصر، سواء من قبَل البرلمان أو الأجهزة التنفيذية، فإن الحرب تحتاج إلى تكاتف دولى، واتخاذ إجراءات وخطوات سريعة لمواجهة قوى الشر فى المنطقة بنية خالصة».
وتساءل «الخولى»: «هل من المنطقى أن كل الدول الكبرى عالمياً بما تمتلكه من أجهزة استخباراتية لا تستطيع مواجهة عدة آلاف من الإرهابيين حول العالم؟». مبيناً أن بعض الدول تستفيد من الإرهابيين لإحداث تغييرات سياسية بالمنطقة وتفكيكها، وهذه هى الأزمة الحقيقية. وشدد على ضرورة التحرك لإقناع مجلس الأمن بإصدار قرار لمواجهة الإرهاب دون التمييز بين جماعة إرهابية وأخرى. وقال إن لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان قررت وضع آليات مكافحة الإرهاب على رأس أولويات أجندتها خلال زيارة البرلمان الأوروبى، مطلع ديسمبر، لحث ممثلى البرلمانات الممثلة لدول أوروبا على ضرورة التحرك لمواجهة الإرهاب.
«الناصرى»: الأحزاب تدشن الجبهة الشعبية لمكافحة التطرف.. و«التجمع»: يجب الاصطفاف خلف القيادة السياسية.. و«الاشتراكى»: حشد طاقات المجتمع ضد التطرف أمر مطلوب
وأكد النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان، أن التحرك المصرى دولياً يجب أن يصب تجاه الدول الداعمة للإرهاب، لفضح ما تقوم به، متسائلاً: هل هناك وقت أفضل من هذا الوقت لاستغلال التعاطف العالمى مع الدولة المصرية لما تعانيه من ويلات الإرهاب؟ وأشار إلى أننا بحاجة إلى تدشين رؤية عربية موحدة لمواجهة الإرهاب فى المنطقة تتم بلورتها على الأراضى المصرية.
على صعيد آخر، دعا سيد عبدالغنى، رئيس الحزب العربى الديمقراطى الناصرى، كافة الأحزاب اليسارية والليبرالية لاجتماع عاجل يوم الثلاثاء المقبل لتدشين الجبهة الشعبية لمكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن هذه اللحظة تقتضى تكاتف الأحزاب السياسية وتجاوز الخلافات السياسية وفتح نقاش واسع حول كيفية مواجهة هذا الإرهاب الأسود. وأضاف «عبدالغنى» لــ«الوطن» أن الحزب سيبحث مع كافة الأحزاب المصرية تحديد آليات عمل الأحزاب المشاركة فى الجبهة فى مواجهة الإرهاب وكيفية مواجهة الحاضنة الثقافية والاجتماعية له لاجتثاث تلك الأفكار المتطرفة من جذورها.
وقال سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، إن الحزب سيشارك فى هذه الجبهة لإيمانه بضرورة تجمع كل القوى السياسية فى هذه اللحظة الراهنة خلف القيادة السياسية، لافتاً إلى أن مصر تستحق أن يبذل كل إنسان وكل حزب وكل نقابة الجهد والعرق لإنقاذها من الإرهاب. وأضاف أن الأحزاب المصرية ستبحث فيما بينها التحول النوعى فى طبيعة العملية الإرهابية فى بئر العبد وكيفية مواجهة هذا النوع من العمليات سياسياً، موضحاً أن الأحزاب السياسية المدنية ستتصدى لأى أفكار تزعم أن مصر تواجه حرباً طائفية أو مذهبية بين أبناء الفصيل السنى الواحد، وتابع: «هم يحاولون أن يصدّروا للعالم هذه الأفكار، ولكن مصر خالية من أى خلافات مذهبية أو طائفية أو إثنية أو عرقية».
وأشار إلى أن الإرهاب لم يعد قادراً على الدخول فى مواجهة فعلية مع القوات المسلحة والشرطة، منوهاً بأن هذا السبب وراء التحول النوعى فى طبيعة العمليات الإرهابية، واستهدافهم المصلين فى وقت الصلاة بهذه الطريقة الوحشية الجبانة أسهل لهم من الدخول فى مواجهة أمنية أو عسكرية. وقال أحمد بهاء شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى المصرى، إن أى جهد شعبى وحشد طاقات المجتمع ضد الإرهاب أمر مطلوب ومفيد، لافتاً إلى أن هذه الدعوة يجب أن تتسع لتشمل الأحزاب السياسية وعدداً من الشخصيات العامة والمفكرين وكبار المثقفين لحشد المجتمع كله لمواجهة الإرهاب، ووضع رؤية ثقافية وسياسية تساعد صانع القرار فى هذه اللحظة الراهنة.
وأضاف «شعبان» أن هذه الجريمة الخسيسة استهدفت الذين كانوا يصلون فى سكينة وهدوء لمعاقبة المصريين، وأردف قائلاً: «هذه اللحظات تطلب منا أن نستحث الشعب المصرى للإبلاغ عن أى إرهابى أو معلومة مهمة تساهم فى القبض على الإرهابيين، لا سيما أن هؤلاء الإرهابيين يعيشون وسط المواطنين». وقال أحمد الشاعر، المتحدث الرسمى باسم حزب مستقبل وطن، إن هذه اللحظة تقتضى تكاتف كافة الأحزاب المصرية المدنية لمواجهة الإرهاب، لافتاً إلى أن هذه المرحلة أكبر من أى اختلافات سياسية أو فكرية، وتابع: «مصر أكبر من الجميع وتحتاج لأن تمارس كافة الأحزاب دورها لمواجهة الإرهاب وأن يكون لها دور فعال فى هذا الشأن».