لجان الفتوى رداً على رفض «الأزهر» تكفير «إرهابيى الروضة»: «مرتدون وخوارج»
عباس شومان ومحمد الشحات الجندي
أثارت تصريحات د.عباس شومان، وكيل الأزهر، حول رفضه تكفير مرتكبى حادث الروضة، والذى راح ضحيته أكثر من 305 شهداء تم اغتيالهم داخل المسجد، حالة غضب شديدة بين الأوساط الدينية والمجتمعية، فيما أيد أعضاء قوائم الفتوى تكفير تلك الجماعات باعتبارهم ارتكبوا أموراً محرمة ومعلومة فى الدين بالضرورة.
وقال «شومان»، فى تصريحاته، إن مرتكبى الحادث من أظلم الناس، ولا يمكن التحدث عنهم على أنهم ينتمون لأى دين، فهم إرهابيون مأجورون دُفعوا لإسقاط الدولة، ولا يجدى معهم خطاب دينى ولا فكرى، وإنما يُجدى معهم استئصالهم وتخليص الوطن من شرورهم، وإن الأزهر لا يمكنه أن يكفّر هؤلاء الإرهابيين لكون التكفير يفتح أبواباً لا يمكن إغلاقها، وإنما يمكن الحكم على الحادث فقط، بأن من قام بذلك ليسوا مسلمين، لكن إصدار أحكام عامة بتكفير مجموعة، فالقواعد العلمية بالشريعة الإسلامية لا تمكّن من ذلك.
من جانبه، قال د.عبدالحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون، عضو لجنة الفتوى الأزهرية، لـ«الوطن»: «أفعال الإرهابيين لا تمت للإسلام بصلة حيث يستحل المخربون والمدمرون النفوس وحرمات المساجد، وهذه الأفعال لا تمت لأى ضمير إنسانى بصلة، وهؤلاء ليسوا بشراً وإن كانوا بصورة بشر، فيطبق عليهم حد الحرابة وفقاً لقول الله تعالى «إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ»، فلا بد من تخليص المجتمع من شرهم، هؤلاء خوارج العصر.
«منصور»: خارجون عن الملة وأحط من الكفار.. و«النجار»: وصفهم بالكفر تصغير لفعلتهم.. و«الجندى»: محاربون لله ولرسوله.. ويستحقون عقوبة الحرابة
وحول تكفير داعش قال «منصور»: «هذا الموضوع يمكن النظر إليه من زاويتين، الأولى أن بعض المشايخ لا يريدون فتح باب التكفير حتى لا تقوم كل فئة بتكفير الأخرى وينتشر التكفير ويستلزم حتماً استباحة الدماء والأعراض ونفتح الباب على غرار داعش، أما الاتجاه الآخر فيرى أن هذه الأفعال التى يفعلها هؤلاء القوم من استحلال للدين والمال والأعراض خروج عن الملة بالتالى هم كفار وأحط من الكفار أنفسهم».
وقال د.عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية عضو لجنة فتوى الأوقاف: «الشرع أباح دم هؤلاء، فهم أخس من الكفار، وأقبح، فهم خارجون تجاوزوا كل الحدود، مارقون من الدين وخارجون عن الحدود الإنسانية، وليسوا بشراً، فهم أدوات صماء صناع يد مجرمين بيد شياطين». وأضاف: «وصفهم بالكفر تصغير لأمر حقير وخطير فهؤلاء ليسوا بشراً».
وقال د.محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، عضو لجنة فتوى الأوقاف: «هؤلاء محاربون لله ولرسوله، يستحقون عقوبة الحرابة (الصلب والقتل أو النفى والقطع)، طبقاً لأمر الله عز وجل، وخرجوا عن كل قيم الإسلام والانتماء للأوطان، كما أنهم خوارج العصر، لكن الخوارج لم يتم تكفيرهم من قبل سيدنا علىّ، واعتبرهم محاربين لله ولرسوله، ولما جاء فى حديث الرسول «الآدمى بنيان الرب ملعون من هدم بنيان الرب».
من جانبه، انتقد د.شوقى علام، مفتى الديار المصرية، حديث الجماعات الإرهابية حول وصف ما يحدث فى مصر بأنه دعوة للجهاد. وقال «علام» فى فتوى نشرها الموقع الرسمى للدار: ما يروج له هؤلاء المجرمون يسمى إرجافاً وليس جهاداً، وتسميته جهاداً ما هو إلا تدليس وتلبيس حتى ينطلى هذا الفساد والإرجاف على ضعاف العقول، وهى كلمة لها مفهومها السيِّئ الذى يعنى إثارة الفتن والاضطرابات والقلاقل باستحلال الدماء والأموال بين أبناء المجتمع الواحد تحت دعاوى مختلفة؛ منها: تكفير الحاكم أو الدولة أو طوائف معينة من الناس، وهذه الأفعال من كبائر الذنوب.