طلاب مصر ينعون أطفال «الروضة»: رحيلكم أدمى قلوبنا
طلاب فى مدينة طور سيناء جابوا الشوارع للتنديد بالإرهاب
وقفوا فى طابور الصباح فى خشوع كمن يقف بين يدَى الله فى صلاة جماعة، رفعوا أكفّهم بالدعاء فترقرقت الدموع فى عيونهم، حالة من الحزن خيّمت على المدارس، أمس، فى أول يوم دراسى بعد مذبحة «الروضة» بقرية بئر العبد. ربما لا يدرك تلاميذ الصفوف الابتدائية حجم الكارثة التى أدمت قلوب المصريين يوم الجمعة الماضى، لكنهم لم ينفصلوا عن الحدث الجلل، الذى راح ضحيته 305 شهداء منهم 27 طفلاً، وقفوا دقيقة حداد على أرواح الشهداء، واستمعوا فى الإذاعة المدرسية إلى درس توعوى حول الانتماء للوطن ونبذ العنف والإرهاب، فكيف لا يكون الأطفال جزءاً من الحدث وطفولتهم كانت حاضرة وتمتهَن تحت أقدام الإرهابيين على أبواب بيت من بيوت الله؟
ذهبوا إلى مدرستهم، أمس، فى أول يوم دراسى بعد الحادث الإرهابى الأليم، وجوههم يملأها الحزن على الأطفال الذين راحوا ضحية للإرهاب، مقررين أن يقدموا واجب العزاء لذويهم بطريقتهم الخاصة. اصطف تلاميذ مدرسة سعد زغلول الابتدائية التابعة لإدارة غرب كفر الشيخ التعليمية صفوفاً متجاورة وكتبوا بأجسادهم عبارة «لا للإرهاب»، للتعبير عن رفضهم لهجمات الإرهاب الغاشمة، ليتحول طابور الصباح إلى ملحمة وطنية فى حب مصر ومناهضة الإرهاب. ويروى مدير المدرسة محمد السباعى أن تلاميذ المدرسة دخلوا عليه صباح أمس وطالبوه بتقديم عرض للتعبير عن حزنهم على الضحايا ورفض الإرهاب، فلم يتردد بل قرر أن تكون كلمة الإذاعة المدرسية عن مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء، معلنين للعالم أن مصر ستبقى متماسكة عزيزة إلى يوم الدين: «انبهرت بالتلاميذ، وعرفت أن مصر بخير، أطفال لم تتجاوز أعمارهم 11 عاماً قرروا أن يعبروا عن حبهم لبلدهم وهذا يدل على انتمائهم».
دقيقة حداد فى طابور الصباح.. نبذ العنف فى الإذاعة المدرسية.. لا للإرهاب فى الحصة الأولى
وفى مدينة طور سيناء، لم يكتفِ طلاب مدرستى خالد بن الوليد ومحمد نجيب للتعليم الأساسى، بقرية الجبيل، بالتنديد ضد الإرهاب داخل حدود مدرستيهم، بل خرجوا فى مسيرة جابت القرية منددة بالعمل الإرهابى الذى شهدته قرية الروضة فى بئر العبد، مرددين «لا للإرهاب.. إلا بيوت الله».
وكانت مديرية التربية والتعليم بمحافظة جنوب سيناء أعلنت تنكيس الأعلام حداداً على الشهداء، وشهد طابور الصباح فى جميع المدارس الوقوف دقيقة حداد على شهداء المذبحة، وشارك فى المسيرة مصطفى الزغبى، وكيل مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، وعلى حسن، مدير الإدارة التعليمية بطور سيناء، وفوزى همام، رئيس مدينة الطور، وعدد من القيادات التعليمية والدينية بالمحافظة.
يشيد «الزغبى» بالمشهد ويصفه بـ«العظيم»، حيث تكاتف الطلاب رغم أعمارهم الصغيرة للتنديد بالإرهاب، وهو ما يدل -حسب قوله- على وطنية الطلاب وإحساسهم بالحادث الأليم الذى فجع قلوب المصريين. وفى محافظة بنى سويف، وقف طلاب المدارس، أمس، دقيقة حداد على أرواح شهداء مسجد «الروضة».
وتفقدت سهام يوسف عبدالله، وكيل مديرية التربية والتعليم ببنى سويف، مدرسة الشعب الإعدادية بإدارة بنى سويف التعليمية، بعد الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء. وألقت وكيلة مديرية التربية والتعليم كلمة خلال طابور الصباح عن الانتماء للوطن وتفعيل القرار الوزارى الذى يؤكد أن يتم الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء بئر العبد الذين اغتالتهم أيادى الإرهاب. وأكدت أنه تم تخصيص الفترة الأولى من اليوم الدراسى للتحدث عن دور مصر فى مواجهة الإرهاب والتحديات الراهنة.