«الصوفية» تتحدى الإرهاب وتتمسك بالاحتفال بـ«المولد النبوى» فى الساحات
دعوات لمحاصرة الأفكار المتطرفة وطرح رؤية دينية متطورة لمحاربة الإرهاب
تمسّكت الطرق الصوفية بالاحتفال بالمولد النبوى الشريف بمسجد الحسين، يوم الجمعة المقبل، وأعلنت أمس تدشين فعاليات لدعم الدولة فى حربها ضد الإرهاب، مؤكدة رفض رجال الطرق الصوفية ضغوط الجماعات الإرهابية.
وقال د. عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية: «الاحتفال قائم، رغم أنف الإرهاب داخل مسجد سيدنا الحسين وجميع الساحات بمختلف المحافظات»، مشيراً إلى «إلغاء الموكب الصوفى الذى كان مقرراً من مسجد سيدى صالح الجعفرى بالدراسة إلى مسجد الحسين، حداداً على أرواح شهداء الروضة، وتخفيفاً للأعباء الأمنية».
وأكد الشيخ علاء أبوالعزائم، رئيس الاتحاد الصوفى العالمى، أن «الصوفية» ستُنظم عدة فعاليات خلال الاحتفال لدعم القوات المسلحة والشرطة والقيادة السياسية فى حربها ضد الإرهاب. وطالب د. عبدالله الناصر حلمى، الأمين العام لاتحاد القوى الصوفية، بحماية هذه الاحتفالات، مشيراً إلى أن استهداف الصوفية بمساجدهم أمر خطير.
وشدّد على أن الصوفية ستحتفل بالمولد حتى لا تفرض تلك الجماعات المجرمة رؤيتها الشاذة على جموع المصريين.
من جانب آخر، تقيم وزارة الأوقاف، صباح غد، احتفالية كبرى، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، احتفالاً بالمولد النبوى الشريف، يحضرها كل من الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وعدد من الوزراء، وبعض أعضاء هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، وعدد من الشخصيات العامة، ومن المقرر أن يتم خلال الحفل تكريم مجموعة من رجال الدعوة. وكلف وزير الأوقاف مديرى المديريات بالاحتفال بالمولد النبوى، كلٌّ فى محافظته.
المفتى: شهداؤنا فى الجنة وقتلاهم فى النار والجهاد الفكرى ضد المتطرفين واجب العلماء.. و«هاشم»: أدعو إلى مؤتمر دولى لمحاربة التنظيمات الإرهابية.. و«جمعة» يصف «قطب» بـ«الأهطل والجاهل»
فى سياق متصل، دعا د. شوقى علام، مفتى الجمهورية، أهل العلم لأن يقوموا بفريضة الجهاد الفكرى ويحصّنوا أفراد الشعب دينيّاً وفكريّاً ويستمروا من خلال منابرهم فى الالتحام بالجماهير، وطالبهم بتفنيد الشبهات التى يرتكز عليها المتطرفون، خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعى التى باتت وسيلة نشر لكثير من الأكاذيب.
وشدّد المفتى فى بيان صادر أمس على أن «الجهاد الفكرى ونشر المنهج الوسطى الأزهرى المعتدل، هو واجب الوقت، وهو فرض عين على أهل العلم». وقال إنه «لا يسعنا التكاسل عنه أو إرجاءه بما هو أقل خطورة وأهمية»، مضيفاً: «شهداؤنا فى الجنة وقتلاهم فى النار».
وقال د. على جمعة، مفتى الديار السابق، إن حديث سيد قطب عن أن مصر دار كفر لا يُرد عليه إلا بـ«حسبنا الله ونعم الوكيل، فهذه بلاد إسلام». ووصف «جمعة»، فى فيديو نشرته الصفحة الرسمية له على «فيس بوك»، حديث «قطب» بـ«الهطل والجهل»، مضيفاً: «تخلف عقلى، يا قاتل القتلة يا سفاك الدماء يا من أغلق الله قلبك وعقلك فجعلك كالبهيمة هم خوارج، كفّروا سيدنا على باب مدينة العلم، الذى هو أصل أهل البيت، وأول من أسلم، وكرم الله وجهه، هى نفس العيال والعقلية». وقال د. أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق: «الحادث بشع ولا يقدم عليه مؤمنون بالله رباً أو بالإسلام دينا، ولا من يخافون الله، فالاجتراء على بيوت الله وعلى من يؤدون الصلاة فيها يوم الجمعة، لا يمكن أن يكون من إنسان لديه قليل من الإيمان، ولهذا ننادى أمتنا بأن تكون على قلب رجل واحد، للحفاظ على أمن الوطن والمواطنين». وأضاف «إننا ندعو الدول العربية والإسلامية والدول العظمى لأن تكون على قلب رجل واحد لمواجهة الإرهاب وتصفية جيوبه فى كل مكان، لأن استشراءه بهذه الصورة البشعة لن يُبقى أو يذر، وظهوره بهذه الفجاجة فى مصر يؤشر لظهورات أخرى أكثر بشاعة».
وأضاف لـ«الوطن»: «على الدول والمنظمات الوقوف صفاً واحداً على قلب رجل واحد، وسداً مانعاً لتصفية جيوب الإرهاب، ولتحجيم الدول التى تحاول مده وتحريضه ودعمه بالسلاح والمال، فلا بد من وقفات من العالم الإسلامى والدول العظمى لدحر هذا الخطر بمؤتمر دولى كبير لمحاربة الإرهاب، يشمل الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، يُسفر عن تأكيد العمل على نشر الأمان وتصفية جيوب الإرهاب، وتكوين جيش كبير لمواجهة هذا التطرف، ويكون هناك موقف جاد ضد الدول الممولة للإرهاب، حتى لا تعود لمثلها».
وقال د. محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء: «جماعات الإرهاب بغاة ومعادون لله ورسوله، ومارقون من الدين، فابن عباس كان لا يرى توبة للقاتل، خصوصاً إذا كان مستحلاً لمحارم الله، فمن قاموا بهذا الفعل المنكر قاموا به وهم يستحلونه فإذا كانوا مستحلين له فهم مارقون من الدين، فقد قال الله تعالى: «وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ».