أبوالغيط: إنجاز المصالحة يفضح التبريرات الإسرائيلية للتهرب من السلام
احمد ابوالغيط الامين العام
أشاد الأمين العام للجامعة العربية بإنجاز المصالحة الفلسطينية برعاية مصر، خلال كلمة له اليوم في فعاليات اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين.
وقال أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة العربية: "لقد شهد بداية الشهر الماضي حدثا مهما ويبعث على الأمل، وهو انجاز المُصالحة الفلسطينية، برعاية جمهورية مصر العربية"، إن إنهاء حالة الانقسام وتحقيق المصالحة التي طال انتظارُها يقطع الطريق على تهرّب الحكومة الاسرائيلية من استحقاقات عملية السلام ويفضح التبريرات الواهية التي تطرحها بغياب شريك فلسطيني للسلام.
وأضاف أن المأمول هو أن تستمر مسيرة المصالحة ويجري الانتهاء سريعاً من كافة المسائل العالقة، ذلك أنها تُعد عنصر قوة رئيسياً في الموقف الفلسطيني.
وأكد: "بعد خمسين عاما من الاحتلال، تواصل إسرائيل تبني سياسة مُمنهجة لتدمير حل الدولتين وإفشال فرص تحقيق السلام، ومن ذلك الإمعان في النشاط الاستيطاني وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية رغم الإدانات الدولية المتواصلة والمُتكررة، فيما يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وآخرها قرار مجلس الأمن رقم 2334 بتاريخ 23/12/2016 الذي أكد على أن كافة المستوطنات الاسرائيلية تُعد غير شرعية وغير معترفٍ بها من وجهة نظر القانون الدولي".
وأوضح أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في كل الأراضي الفلسطينية المُحتلة بما فيها القدس الشرقية، والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية وخاصةً في المسجد ألأقصى المُبارك، وفضلاً عن استمرار إسرائيل في حصارها الجائر غير القانوني وغير الشرعي المفروض على قطاع غزة لأكثر من عشر سنوات، إضافة إلى استمرار سياسة الاعدامات الميدانية وفرض الحواجز العسكرية واستمرار الانتهاكات بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن لإسرائيل تاريخا طويلا من الاستهانة بالأمم المُتحدة ورفض الالتزام بقراراتها، بل وتطاولها على أجهزتها. ورغم ذلك، تسعى إسرائيل –ولديها هذا السجل المخزي- للحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن المنوط به حفظ الأمن والسلم الدوليين لعاميّ 2019-2020. إن نجاح إسرائيل في "تطبيع وضعيتها" على الصعيد الدولي يمثل مكافأة صريحةً للاحتلال، وتشجيعاً للدولة العبرية على المضي قُدماً في سياساتها لتدمير حل الدولتين.
ويتعين أن تقف دول العالم التي تنشد السلام صفا واحدا من أجل الحيلولة دون هذا الترشيح، إن جامعة الدول العربية تؤكد رفضها الكامل لهذا الترشّح الإسرائيلي، وترى ضرورة التصدّي له، وتدعو كل دول العالم إلى إفشال هذا المسعى الاسرائيلي.
وشدد أبوالغيط، على أن انسداد أفق التسوية السلمية يُنذِرُ بعواقب وخيمة ليس على المنطقة فحسب، بل على العالم بأسره، وهو ما يتطلب إطلاق عملية تفاوضية جادة وفق آلية واضحة وإطار زمني مُحدد يُفضي لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية. ونأمل بأن تنجح الإدارة الأمريكية في دعم هذا المسار، وأن تتواصل مساعيها –جنباً إلى جنب مع كل الشركاء الدوليين- لتحقيق ذلك الهدف الذي طال انتظاره بإنهاء الصراع المُمتد منذ عقود.
وأوضح "ما زال يحدونا الأمل بإمكانية أن تلعب اللجنة الرباعية دوراً بناءً، وأن تواصل الاضطلاع بدورها ومسؤولياتها سعياً لتحقيق السلام المنشود. وجامعةُ الدول العربية على استعدادٍ كامل للتعاون معها لتعزيز فرص تحقيق هذا السلام. ولا شك أن توسيع اللجنة الرباعية بإشراك الجامعة من شأنه أن يُسهِم في تعزيز من هذا المسار".
ووجه الأمين العام في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تحية إعزاز وإجلال وإكبار لهذا الشعب المُناضل والبطل على صموده الأسطوري في ظل كل ما يتعرّض له من ظلم ومُعاناة، وما يتحمّله من عذابات وما يُقدمه من تضحيات. لقد آن الأوان أن تنتصر قوة القانون على قانون القوة، وأن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله ويستعيد حقه في أرضه ووطنه.