بعد 30 سنة خدمة في "النقل" ممدوح مش عارف ياخد إجازة: "مريض.. عالجوني"
السائق ممدوح أمين
يسير بخطوات بطيئة، متكئًا على "مشاية حديدية" تساعده للوصول إلى دفتر الحضور ليضع توقيعه داخله، ثم يجلس بعدها على كرسي في محل عمله بموقف الأميرية، حيث يعمل سائقا بهيئة النقل العام منذ 30 عاما، وحتى انتهاء دوام اليوم.
منذ عام، يشعر ممدوح أمين بصعوبة في تحريك قدميه، وهو يقود السيارة على خط (الأميرية - العتبة)، وبعد اشتداد الألم، ذهب إلى مستشفى هيئة النقل العام ليطمئن على نفسه: "الدكتور قالي إنت معندكش حاجة، وكتبلي على 5 أيام إجازة من الشغل"، ورغم انتهاء الإجازة، لم تستقر حالة ممدوح، على العكس، تدهورت حتى أصبح عاجزا عن القيادة أو الحركة دون مساعدة.
"روحت كشفت في مستشفى على حسابي، الدكتور قالي إنت عندك 12 جلطة في جسمك وأثروا على النخاع الشوكي، ولازم تقعد في البيت لحد ما تتعالج". قال ممدوح، الذي يذهب إلى محل عمله يوميا في جراج الأميرية، مستخدما "توك توك" بـ"50 جنيها"، يأخذه من أمام منزله في بهتيم، حتى الجراج، ليحصل في نهاية الشهر على 2800 جنيه راتبا شهريا: "أعمل إيه؟، قدمت على إجازة عشان أتعالج وافقوا عليها، لكن من غير مرتب، هتعالج ازاي وأنا مباخدتش راتب وبدفع إيجار 550 جنيه كل شهر، وكل يوم رجلي بتتقل ومبيقدرش أحركها".