بروفايل| عبدالملك الحوثى.. أمير الحرب
صورة تعبيرية
من متمرد مُطارد، تحول عبدالملك الحوثى إلى أمير حرب ومثير للفتن، بعدما احتلت قواته شوارع العاصمة اليمنية عام 2015، وحاصرت المؤسسات المهمة فى البلاد، بما فيها القصر الرئاسى، ثم استولت على العاصمة نفسها، بالتنسيق مع قوات الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح.
وُلد الشاب اليمنى عبدالملك بدر الدين الحوثى فى محافظة صعدة، لأسرة متدينة ومحافظة، فهو ابن عالم دين وواحد من المرجعيات الزيدية الشيعية فى اليمن، وهو ما جعله مؤهلاً لتولى زعامة حركة الحوثيين منذ عام 2006، بعد مقتل أخيه «حسين»، مؤسس الحركة، عام 2004، على أيدى قوات الجيش، بعد عودته من إيران مع والده الذى نفته السلطات اليمنية بزعامة «صالح»، وكان عمر «عبدالملك» وقتها 14 عاماً.
منذ أن تولى عبدالملك الحوثى قيادة جماعة «أنصار الله» حدث تطور نوعى فى أداء الحركة عسكرياً وتنظيمياً وسياسياً وإعلامياً، وبعد أن كانت الجماعة شبه محصورة فى محافظة صعدة حتى عام 2011، أصبحت تسيطر على أجزاء كبيرة من محافظات اليمن.
تاريخ من العداء جمع بين النظام اليمنى السابق، بقيادة على عبدالله صالح والحوثيين، انتهى بتنسيق وتحالف بينهما عقب الثورة الشعبية التى أطاحت بـ«صالح»، واستمر الحليفان فى القتال ضد الحكومة الشرعية بزعامة عبدربه منصور هادى، مما أدخل البلاد فى نفق مظلم خلف أكثر من 8650 قتيلاً، وتسبّب بأسوأ أزمة إنسانية فى العالم، حسب الأمم المتحدة.
بمرور الوقت، وتزايد الأطماع.. تحول الحليفان إلى فرقاء، وتسبّبت الاشتباكات الأخيرة بين قواتهما فى اندلاع مواجهات مسلحة بالعاصمة اليمنية، إثر فشل المفاوضات التى جرت بينهما لإنهاء الاقتتال، بعد أن نظم طرفا التمرد محادثات جديدة، سعياً لإنهاء الاقتتال بينهما، لكن المفاوضات لم تُتح التوصل إلى اتفاق بين حزب المؤتمر الشعبى العام بزعامة على صالح وحركة «أنصار الله» الحوثية، وهذه ليست المرة الأولى التى تسجل فيها توترات بين معسكرى المتمردين، ففى أغسطس قتل ثلاثة أشخاص فى صدامات بينهما.
بعد تقدّم قوات «صالح» فى صنعاء وجبهات أخرى، لم يجد «الحوثى» بداً من دعوة الرئيس السابق لأن يكون أعقل وأرشد من الميليشيات المتهورة، على حد تعبيره، وأن يُعلى مصلحة واستقرار اليمن فوق النزوات، وأن يفتح المجال للأحرار والعقلاء للتدخل، ويظل التساؤل هل تكون دعوة «الحوثى» بداية النهاية للتمرد فى اليمن، أم أنها مجرد مناورة سياسية لمتمرد يشعر بالخطر.