التحالفات ومصالح دول الأعضاء.. تحكم قرارات «الفيفا»
مخطئ من يعتقد أن القرار التاريخى للمجلس الدولى لكرة القدم «IFAB» التابع للفيفا بالسماح بارتداء الحجاب واستخدام تكنولوجيا خط المرمى قد أنهى الجدل الدائر منذ فترة ليست بالوجيزة على ساحة كرة القدم الدولية، القرارات وإن كانت ستدخل حيز التنفيذ المباشر، إلا أنها قد أسست لفترة تجريبية فيما يتعلق بتكنولوجيا خط المرمى بنوعيها، وبالشركتين المطروحتين لتنفيذ الفكرة وتركيب الكاميرات بالملاعب ومدى قابلية الاستخدام العملى من الحكام.
وفى الشق الثانى السماح بشكل مؤقت أيضاً وخلال فترة تجريبية بارتداء الحجاب وما يستلزمه من تحديد التصميم والألوان والمواد المستخدمة فى صناعته وذلك خلال الاجتماع المقبل للمجلس فى «جلاسكو» فى أكتوبر المقبل.
ويقف أمام هذا الأمر عدم توافر -حتى الآن- أى دراسات طبية معتمدة عن الآثار الجانبية والإصابات الناتجة عن استخدامه مما يترتب عليه مراجعة القرار من قبل الجمعية العامة للاتحاد الدولى فى 2014.
وترتيباً على ما تقدم يأتى الدور النهائى لأعلى سلطة بالفيفا وهى اللجنة التنفيذية لاعتماد القرارات نهائياً وتغييراللوائح والقوانين لتتناسب مع تلك القرارات، ليتم على سبيل المثال تغيير بنود قوانين اللعبة التى تتعلق بالحكام وأدواتهم والكرة والملعب واعتماد طرق التهديف كما سيتم تغيير المادة 4 الخاصة بمعدات اللاعبين لإدراج الحجاب ضمنها.
وبعيداً عن كل النقاط الفنية والإجرائية السابقة، تأتى أهمية قرارات اللجنة التنفيذية للفيفا التى تتحكم فيها توجهات أعضائها، وفى اللجنة هناك تحالف قوى يقوده الأردنى نائب رئيس الفيفا الأمير «على بن الحسين» ويضم المصرى هانى أبوريدة والجزائرى راوراوة دفاعاً عن حق المرأة العربية والمسلمة بالأخص فى ممارسة كرة القدم وفقاً لتقاليدها وعقيدتها، وبما لا يتعارض مع سلامة وأمن اللاعبات أو التمييز العنصرى ضدهن، وبما لا يخترق قواعد الفيفا.
ونجح هذا التحالف فى إقناع الكثيرين من أعضاء اللجنة التنفيذية للوقوف بجانب المقترح الذى تقدم به الأمير «على» فى العام الماضى، وبعد ما تم رفض الاقتراح بارتداء الحجاب من تنفيذية الفيفا فى اجتماعها قبل الماضى على الرغم من تصديق مجلس الاتحاد الدولى بالموافقة عليه بحجة الأثر الطبى السلبى، تم تكثيف الجهود للحصول على الموافقة مرة أخرى.
كما أن انضمام رئيس الكاف عيسى حياتو وزهانج جيلونج القائم بأعمال رئيس الاتحاد الآسيوى للتحالف العربى أعطى قوة كبيرة لإقناع كافة أركان تنفيذية الفيفا فى انتظار القرار بالموافقة النهائية.
وفيما يتعلق بالموافقة على قرار تكنولوجيا خط المرمى فإن المعارضة الرئيسية التى كانت متمثلة فى الاتحاد الأوروبى بقيادة بلاتينى قد توارت بعد هدف إنجلترا فى مرمى أوكرانيا بأمم أوروبا، لتبرز معارضة من نوع آخر تتعلق بكيفية تمويل تلك التكنولوجيا المكلفة، ويقود تلك الجبهة الكاميرونى حياتو دفاعاً عن الدول الأفريقية الفقيرة التى لن تستطيع توفير تلك التكنولوجيا بملاعبها ذاتياً.
فيما ينضم العديد من الدول اللاتينية والآسيوية لتلك الجبهة لإجبار الفيفا على توفير مصادر لتمويل تلك التكنولوجيا فى البطولات الإقليمية والمحلية لتلك الدول الفقيرة، وفى انتظار الأيام المقبلة والاجتماع الطارئ لتنفيذية الفيفا فى زيورخ اليوم للكشف عن الاتجاهات النهائية لقرارات الفيفا فيما يخص البندين السابقين أو فيما يخص الخطوات الكبيرة التى يقطعها الفيفا لزيادة الشفافية فى المنظمة العالمية الأكبر فى المجال الرياضى.