الإسكندرية: «محمد على الزخرفية» أول مدرسة تعمل بالطاقة الشمسية
معلمون وطلاب خلال حديثهم لـ «الوطن» من داخل المدرسة
«بالزى العسكرى داخل أقدم وأعرق المدارس المميزة بطرازها المعمارى ومبانيها الأثرية وأسفل صورة محمد على باشا، يقف الطلاب فى الطابور الصباحى لإلقاء تحية العلم ثم الذهاب إلى الورش لارتداء زى الأسطوات (الأفرول) والإمساك بالأدوات والوقوف أمام المعدات».. هذا هو حال الطالب فى مدرسة محمد على الزخرفية الثانوية الصناعية التابعة لإدارة وسط التعليمية فى الإسكندرية.
113 عاماً هو عمر مدرسة محمد على الصناعية، التى تقع فى منطقة الشاطبى، وبُنيت عام 1904 على يد الخديو عباس حلمى الثانى حفيد محمد على باشا، لتحقيق حلم جده فى بناء مدرسة متخصصة فى الصنايع لخدمة المجتمع والجيش، وضُمت إلى وزارة التربية والتعليم عام 1953.
«الوطن» تجولت داخل أروقة المدرسة التى تضم مبنى أثرياً وتراثياً مسجلاً من أقدم المبانى، وتتوسط فناء المدرسة صورة محمد على باشا، وهى أول مدرسة تعمل بالطاقة الشمسية فى المحافظة، وتضم المدرسة 15 قسماً بينها القسم الوحيد على مستوى المحافظة وهو قسم الطباعة، الذى يضم أحدث ماكينات الطباعة ويتدرب عليها طلاب الفرقة الثانية والثالثة.
التعليم ليس هو الهدف الوحيد الذى تسعى إليه المدرسة بل يوجد فيها مشروع رأس المال الدائم وهو مشروع يهدف إلى الربح، يوجد داخل مدرستين فقط فى المدينة بإدارة وسط التعليمية ويتبعه عدد من الأقسام مثل «الأثاث المعدنى، تجارة الأثاث، الطباعة، طباعة المنسوجات، الملابس الجاهزة، الحديد المشغول».
وتنفرد مدرسة محمد على بتولى مسئولية تجهيز المقاعد الطلابية والدواليب وجميع المكاتب والأخشاب، بالإضافة إلى تجهيز جميع طلبات الوزارة من قسم الطباعة، أما قسم طباعة المنسوجات فيتولى مسئولية صنع الأعلام المصرية وعلم المحافظة، بينما يتولى قسم الملابس الجاهزة تجهيز الزى العسكرى لجميع المدارس العسكرية، فيما يصنع قسم الحديد جميع الأبواب الحديدية.
«أنا اخترت أكون فى صنايع علشان نفسى أفتح ورشة خاصة بيّا، أنا هنا بتعلم صنعة وكمان بشتغل وباخد فلوس، وبكرة حيكون عندى ورشة خاصة».. هكذا تحدث الطالب محمد أشرف الطالب بقسم الحديد، مرتدياً الأفرول الأزرق، مضيفاً: «أنا اخترت الحديد علشان حلمى يكون عندى ورشة كبيرة أصنع فيها الحديد بأشكاله المختلفة»، مؤكداً أن المدرسة تعلمه كيفية العمل، بجانب حصوله على مبلغ مادى مقابل العمل الذى يقوم به.
وأكد الطالب عمرو محمد أن العمل داخل الورش فى المدرسة يعلم الطلاب الكثير من المهارات، مشيراً إلى أن شقيقه فى قسم آخر بالمدرسة لكنه اختار الحديد لتعلقه بأستاذه فى القسم.
من جانبه، قال محمود البدوى، مدير المدرسة، إن جميع المدريين والعاملين بالمدرسة كانوا فى يوم من الأيام تلاميذ بها، مؤكداً أن الفصل يوجد به 40 طالباً، جميعهم متخصصون وموزعون على 15 قسماً فى المدرسة، مضيفاً أن مشروع رأس المال الدائم ليس فقط ربحاً للمدرسة أو المدرسين بل يحصل الطالب على أجرته أثناء تعليمه داخل الورشة، حيث تبلغ يومية الطالب 20 جنيهاً وتصل فى بعض الأحيان من 300 إلى 500 جنيه شهرياً، مؤكداً أن المدرسة قبل تطبيق الحساب الموحد كان يوجد بها أرباح عالية سنوية ولكن تطبيق هذا الحساب تسبب فى تخفيض النسبة.
وأشار إلى أن ورش المدرسة تحتوى على أحدث وأعلى المعدات الخاصة بكل قسم، بالإضافة إلى المعلمين المحترفين فى مهنتهم، مؤكداً أن المدرسة لا تبخل على أى طالب بالتدريب والعلم، والجميع يعمل فى الورش ويكتسب مهارات.
وقال إن الطالب فى المدرسة يلتزم أكثر من مدارس الثانوية العامة خاصة طلاب الصف الثالث الثانوى، بسبب وجود «عملى» وتدريب داخل الورش، ما يجبره على الوجود طول العام الدراسى بأكمله، موضحاً أن اللائحة الطلابية تطبق على جميع الطلاب المخالفين وغير الملتزمين، مشيراً إلى أن المدرسة تسعى إلى تأهيل وتجهيز الطالب لسوق العمل من خلال شراء المعدات الحديثة الموجودة داخل الشركات وتدريبه عليها.