اليمنيون في مصر: قتل "صالح" كان لا بد منه لكن الطريقة "قاسية"
حالة من الارتباك سيطرت على عدد كبير من اليمنين المقيمين في مصر بعد ما تأكد خبر مقتل الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، فرغم رفضهم لسياسات الرئيس المقتول خلال الأعوام الطويلة الماضية، خصوصا في الآونة الأخيرة، إلا أن طريقة موته لم تكن تلك التي ينتظرونها، بل إن بعضهم لم يكن يريد له القتل من الأساس، فكانت المحاكمة العادلة له عما اقترفه من "خطايا" في حق شعبه، كانت كافية بالنسبة لهم، على حد قول بعضهم.
"عبدالصفي هادي" يمني جنوبي، قضى آخر 5 أعوام من عمره في مصر، جاء إليها ليبتعد عن الصراعات الدائرة في بلده، علم بمقتل "صالح" عن طريق شاشات التليفزيون في أثناء تواجده في أحد المطاعم اليمينة بمنطقة الدقي، ما جعله في حالة من الصدمة، وإن كانت هذه النهاية متوقعة بالنسبة له، على حد قوله: "في مثل يمني بيقول: (يا قاتل لا تحسبن إنك إلا مقتول)، والمثل ده بينطبق بشكل كبير جدا على صالح لأنه ظلم ناس كتير وقتل ناس كتير خلال فترة حكمة وبخاصة في الأيام الأخيرة له، لأنه في النهاية دفع الثمن من حياته وحياة أبناءه وأسرته اللي هيشردوا من بعده".
رغم ما يستقر في نفس "هادي" من مشاعر "كره" للرئيس اليمني السابق، ورغم أنه تنبأ له بميتة قاسية كتلك التي نالها، إلا أنه أسف وحزن على هذه الطريقة التي قتل بها "صالح"، وفق قوله: "ما كنا نشتهي هذه القتلة، وإن كنا عايزين إنه يتحاكم على كل اللي عمله بصورة عادلة ينال فيها الجزاء القانوني، لكن في النهاية ما أراده الله هو اللي صار".
ولم تكن المشاعر مختلفة كثيرًا بالنسبة للخمسيني "أحمد العربي"، الذي لم يمر على وجوده في مصر سوى بضعة أسابيع فقط، بعد ما قصد القاهرة طالبًا العلاج، واستقبل بمكالمة هاتفية من أحد أقاربه في اليمن، يخبره فيها بمقتل "صالح" الذي لم يكن موفق في إدارة الدولة من وجهة نظره، "على صالح كان مشكلته إنه متسرع في قراراته اللي بياخدها ورغم إنه قعد في الحكم ما يزيد عن 30 سنة، إلا إنه في النهاية موصلش اليمن لبر الأمن، ودخلها في مشاكل كتير جدا وصراعات".
كان "أحمد" واحدًا ضمن كثيرين تضرروا من فترة حكم "صالح" لليمن، على حد قوله، إلا أن ذلك لم يكن مبرر لما رآه بعد ذلك عبر الإنترنت من مقاطع فيديو وضحت طريقة مقتله: "لما شوفت المشاهد كانت مفاجأة بالنسبالي، وإن كنت أنا من أكتر الناس اللي بتكره علي صالح، إلا إنه الطريقة اللي قتل بها قاسية".
"فيه ناس كتير تعاطفت معاه في أيامه الأخيرة وأنا كنت واحد من ضمنهم"، يقولها الستيني "عبدالله صالح" يمني جاء إلى مصر من الرياض قبل أيام قليلة مضت في زيارة لقريب له مريض يتلقى العلاج في أحد مستشفيات القاهرة، موضحًا بها وجهة نظره في الأحداث المشتعلة حاليًا في الجانب اليمني، ليكمل حديثه قائلا: "غلطة على عبد الله صالح إنه سلم نفسه للحوثيين وسلم لهم كل حاجة بما فيها القوات المسلحة، ولما انفصل عنهم مكانش دارس قراره كويس، لأن العتاد كله كان في أيديهم، وبالتالي كان سهل عليهم يقتلوه زي ما حصل".
"ما بني على باطل فهو باطل"، هكذا يرى "عبد الله"، مشيرًا في حديثه إلى الأعوام الأخيرة من حكم "صالح" لليمن، فما كان يدور في وطنه خلال تلك الأعوام ينطبق عليه المثل القائل: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"، على حد قوله، ومن ثم كان مقتل الرئيس اليمني السابق بالنسبة له أمر واقع لا محالة، وإن كان لا يرضى بأي شكل من الأشكال عن طريقة قتله، إلا أن هذا لم يكن جل ما يشغل باله، وإنما كان المستقبل القادم لوطنه هو همه الأكبر: "اللي يزيد الطين بلة دخول الدين في الموضوع بشكل كبير، وقبضة الحوثيين هتبقى أشد بكتير جدًا من قبضة صالح، وده يبين إن اللي جاي ألعن بكتير جدًا من اللي راح".