"اقطع علاقتك بصديقك.. وافسخي خطوبتك" شعار المرحلة بعد فض اعتصامات "الإخوان"
باتت سمة قطع شخص علاقته بصديقٍ له منذ سنوات، أو أخذ فتاة قرارًا بفسخ خطبتها، قبل الانتهاء من تفاصيل حفل الزفاف بأيام معدودة، هي العلامة المميزة في العلاقات الاجتماعية بين الأصدقاء على "فيس بوك" أو في الحياة العادية في هذه الأيام بسبب "الاختلاف السياسي"، حيث بدأت ملامح قطع علاقات الأشخاص ببعضهم البعض فور الدعوة للنزول يوم 30 يونيو الماضي؛ للمطالبة برحيل الدكتور محمد مرسي، ومع تصاعد الأحداث عقب فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة"، انتشرت بصورة واضحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مسح الأصدقاء والأقارب بسبب مخالفتهم لبعضهم في الرأي السياسي، وانقسامهم لثلاثة ميادين أو أكثر كل منهم يحسب رأيه الصواب الأوحد، ولا يملك مساحة بداخله لتقبل الآخر، ولا تشفع له أي ذكريات تجمعهم.
"انتشرت هذه الظاهرة لأننا نعاني في الواقع من انفصال في العلاقات الاجتماعية، وعدم القدرة على الاستمرارية بين الشباب وبعضهم البعض، وتحكم أسس التربية والتنشئة في القدرة على التواصل مع الآخرين وتقبل الرأي المخالف، ومعاناة الدولة لمدة 30 عامًا بسبب عدم اهتمام مؤسسات الدولة بالتربية والتنشئة والرعاية الاجتماعية"، ما أدى إلى إصابة الشباب بـ"خلل"، هكذا علّق دكتور جمال أبو شنب، أستاذ علم الاجتماع السياسي، في حديث لـ"الوطن"، على تكرار ظاهرة الاستغناء عن الآخر بسبب الاختلاف السياسي.
وأضاف أستاذ علم الاجتماع أن الأسرة الناضجة التي أنشأت أبناءها بطريقة صحيحة تعرضت لنفس الخلل، بسبب اصطدام أبنائها بالواقع الخارجي المنافي في أخلاقياته لما تربوا عليه فيحدث خلل آخر في شخصيتهم، ويصيبهم بـ"الإحباط"، وهو ما يجعل الشباب لديهم قدرة أكبر على "الاستغناء"، حيث تفتقد علاقات القرابة نفسها ما يسمى بـ"المواجهة المباشرة"، وهي توثيق العلاقة بين أفراد العائلة الواحدة.
وأكد جمال أبو شنب أن خبرات الفرد في الواقع تشكل "ذاته الاجتماعية"، والتي من المفترض أن تتكون في إطار الواقع الاجتماعي، وترتبط هذه الذات بمجموعة من الجماعات، حتى تتعدد الذات بتعدد الجماعات، وتصبح قادرة على استيعاب الجميع، ولكن هذا لا يحدث إذا نشأت الذات في إطار جماعات مغلقة، التي نعاني منها الآن.