بروفايل| أحمد على صالح.. الوريث
صورة تعبيرية
لسنوات طويلة، وضع نفسه طوع بنان أبيه، الذى راح يجهّزه لخلافته فى حكم اليمن، بدأت خطة التوريث بإعلان تنحية الأخ غير الشقيق من قيادة الحرس الجمهورى، ثم إسناد المهمة إليه، فتح الأب على عبدالله صالح الباب للابن البكر «أحمد»، صاحب الخمسة وأربعين عاماً، لأن يترقّى فى الرّتب والسلك العسكرى حتى وصل إلى رتبة «عميد ركن»، وأصبح عضو مجلس النواب اليمنى فى الانتخابات عام 1997، وبعد عامين من تلك الترقية جرى توسيع وتطوير قوات الحرس الجمهورى حتى أصبحت جيشاً قائماً بذاته، لتشمل جميع مناطق اليمن، وأنشئت وحدات جديدة تابعة لها أطلق عليها الحرس الخاص، وضعت كلها تحت قيادة «أحمد».
على أن المناداة بتولية «أحمد» للحكم احتاجت إلى ما يقرب من 10 سنوات حتى تخرج إلى النور، جاء ذلك فى عام 2004 حينما تعرّض الأب لمحاولة اغتيال قام بها ضابط يمنى يُدعى على المرائى، بإطلاق 8 رصاصات، أصابته بعضها، فسارعوا لنقله إلى «مستشفى الحسين» الأردنى بعمان وتلقى العلاج وقتها، وبعد تلك الواقعة بدأت الدعوات بإسناد الحكم إلى «أحمد» خلفاً لوالده، منها مبادرة «أحمد من أجل اليمن» التى أطلقها أحد رجالات السلطة، ويعتقد أن هدف هذه المبادرات كان جس نبض اليمنيين ومعرفة مدى تقبلهم للفكرة، وذلك رغم نفى الوالد أكثر من مرة سعيه لتوريث السلطة لنجله الأكبر.
ورغم تعهدات «صالح» عقب الانتفاضة فى اليمن 2011، بعدم الترشّح لفترة رئاسية جديدة، وعدم توريث الحكم لابنه «أحمد»، بعد انتهاء فترة ولايته، إلا أن الواقع الآن يضع «أحمد» لخلافة أبيه فى قيادة قوات المؤتمر الشعبى العام من أجل استكمال المهمة أولاً بالثأر من الحوثيين، الذين قتلوا أباه أمس الأول الاثنين، ثم السعى للوصول للسلطة.
حصل «أحمد» على بكالوريوس إدارة واقتصاد فى 1995 من الجامعة الأمريكية بواشنطن، وبعد 4 سنوات حصل على ماجستير فى العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان بالأردن، كما تخرّج فى 2006 فى كلية الحرب العليا «الأكاديمية العسكرية العليا»، قبل أن يعمل سفيراً لليمن لدى الإمارات من 2013 حتى 2015 بعد أن ترك منصب قائد الحرس الجمهورى اليمنى الذى استمر فيه لمدة 8 سنوات «2004 - 2012»، وما زال «أحمد على» يتمتع بحصانة من الملاحقة القضائية منحت له باتفاق المبادرة الخليجية، مما يسمح له باستغلال النفوذ الواسع فى الكثير من قطاعات الجيش اليمنى وقادته العسكريين.