«السلامة البحرية» تحاصرهم باشتراطات.. والمسلحون يطاردونهم فى دول الجوار
غضب بين الصيادين بسبب التضييق عليهم «صورة أرشيفية»
بكرى أبوالحسن، شيخ صيادى السويس، لاحقته هموم العاملين بالمهنة، حاول أن يكون همزة الوصل بين الصيادين والجهات المعنية لتخفيف الضغوط عن كاهلهم، فى ظل حالة التراجع التى شهدتها المهنة ونتج عنها ضيق الرزق، ما دفعه إلى دراسة المشاكل العامة التى يتفق عليها الجميع، وإعلانها على الرأى العام والمسئولين عسى أن يبادروا بإنقاذ المهنة وحل مشاكل أبنائها.
«أبوالحسن» طالب بإلغاء القرار رقم 105 الخاص بضرورة حصول العاملين بمهنة الصيد على شهادة خبرة وتشغيل، منتقداً عدم قيام هيئة السلامة البحرية بتدريب الصيادين، وفق الرؤية التى تحددها، مشيراً إلى أن الصياد الحرفى الذى مارس المهنة لسنوات بات يمتلك خبرة لا يمتلكها أكاديميون، وطالب بضرورة عقد اتفاقيات مع دول الجوار؛ أهمها اليمن، إريتريا، الصومال، والسودان، وتطبيق مظلة التأمين الصحى على كافة صيادى مصر البالغ عددهم 3 ملايين يعملون بالصيد الحر والاستزراع السمكى، كما طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعادة الاحتفال بعيد الصيادين سنوياً، الذى احتفل به لمرة واحدة فى عهد الرئيس محمد أنور السادات فى شهر سبتمبر أسوة ببعض القطاعات الأخرى، خاصة أن قطاع الصيد ضخم ويعد قطاعاً استراتيجياً فى الدولة.
«أبوالحسن»: الصياد مجبر على دخول المياه الإقليمية لدول الجوار.. والقراصنة خطر جديد تواجهه مراكب الصيد
وتابع «أبوالحسن»: «صيادو مصر عرضة للاحتجاز والاختطاف على حد سواء حيث يتم احتجازهم من قبَل سلطات الدول المجاورة بسبب اضطرار الصيادين الدخول للمياه الإقليمية الخاصة بتلك الدول نظراً لقلة الإنتاج السمكى الناتجة عن الصيد الجائر والتلوث، فضلاً عن اختطاف الصيادين من قبَل المسلحين فى بعض المناطق الملتهبة مثل اليمن والصومال التى تعد من أخطر المناطق التى يتمركز بها القراصنة حيث يتم احتجاز الصيادين بهدف طلب فدية من ذويهم، الأمر الذى يمثل خطراً داهماً على حياة الصيادين حال اختطافهم وهو ما حدث من قبل لمركب» ممتاز ١ وسمارة من دمياط تم اختطافهما بمنطقة بونتلاند وتمكن طاقما المركبين، 34 صياداً وبحاراً من الهرب بعد اشتباكات مسلحة مع القراصنة واحتجاز 8 منهم»، ولفت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت 8 وقائع احتجاز لسفن مصرية بمياه البحر الأحمر منها ٣ بالسعودية و٣ باليمن و2 فى إريتريا، تم الإفراج عنها جميعاً عدا واحد ما زال باليمن فيما فقد 9 صيادين على متن مركب زينة البحرين الدمياطية وتوفى آخر ونجا 2، فيما توفى 5 آخرون على متن مركب دمياطى آخر.
محمد كامل مسعد طرابية، 79 عاماً، قال إنه عمل كصياد لمدة تخطت الـ20 عاماً سافر خلالها إلى دول كثيرة، وتوقف عن العمل بعد وصوله لسن الخمسين إثر إصابته بجلطة فى القلب، وروى تفاصيل غرق مركبه عام 1965 م بعدما خرجوا من ميناء الأتكة بالسويس متوجهين لأمريكا حيث غرق المركب وظلوا بالماء لنحو 6 أيام وأنقذتهم لنشات بحرية، وأشار إلى أن مشكلات الصيادين تتلخص فى دخول المياه الإقليمية لدول الجوار دون تصاريح، مؤكداً أن البعض لا يحترم القانون ويكون مركبه عرضة للاحتجاز، فيما تذكر سمير حسن، ٦٧ عاماً واقعة إصابته خلال عمله كصياد نتيجة شدة الموج واصطدام المركب، ما أدى لإصابته بعجز فى إحدى قدميه، مضيفاً: «كنا نعمل باليمن وظللت لمدة شهر فى أحد مستشفيات اليمن دون إجراء جراحة أو تلقى علاج مناسب، ولم أعالج إلا حينما عدت لبلدى مصر وذلك قبل 15 عاماً، وهناك كان القراصنة دائماً ما يهاجمون الصيادين ولا يريدون منهم سوى الاستيلاء على المركب والإنتاج السمكى».