القدس - صورة أرشيفية
قبل آلاف السنين، وضع "الكنعانيون" اللبنة الأولى لمدينة القدس، حينها لم يكن لليهود وجودًا في التاريخ، فالوثائق التاريخية تدل على أن "بني إسرائيل" (الأسباط)، ظهروا بعد الكنعانيين بأكثر من ألفي عام، لم يلتفت الرئيس الأمريكي للتاريخ، عندما اعتبر القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.
كان الرحالة العربي، "ابن بطوطة" قبل أكثر من 700 عام، يطوف بين البلاد، عندما غادر بلاد الشام، ليصل إلى مدينة غزة، ومنها إلى القدس، ليروي في كتابه "تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، شكل القدس آنذاك.
"ثم سافرت من هذه المدينة إلى القدس، فزرت في طريقي إليه تربة يونس عليه السلام، وعليها أبنية كبيرة ومسجد، وزرت أيضًا بيت لحم، موضع ميلاد عيسى عليه السلام، وبه أثر جذع النخلة، وعليه عمارة كثيرة، والنصارى يعظمونه أشد التعظيم، ويضيفون من نزل به، ثم وصلنا إلى بيت المقدس، شرفه الله، ثالث المسجدين الشريفين في رتبة الفضل، ومصعد رسول الله"، هكذا لم يستطع "ابن بطوطة" إخفاء انبهاره بالمدينة المقدسة.
يستكمل "ابن بطوطة" وصف "زهرة المدائن" القدس: "والبلدة كبيرة مبنية بالصخر المنحوت، وكان صلاح الدين الأيوبي، لما فتح هذه المدينة هدم بعض سورها، ثم استنقض الملك الظاهر هدمه خوفاً أن يقصدها الروم فيتمنعوا بها، ولم يكن بهذه المدينة نهر فيما تقدم وجلب لها الماء في هذا العهد الأمير سيف الدين تنكيز أمير دمشق".
ووصف "ابن بطوطة" المسجد الأقصى، فقال: "هو من المساجد العجيبة الرائقة الفائقة الحسن، يقال: إنه ليس على وجه الأرض مسجد أكبر منه، وأن طوله من شرق إلى غرب سبعمائة واثنتان وخمسون ذراعـًا بالذارع المالكية، وعرضه من القبلة إلى الجوف أربعمائة ذراع وخمس وثلاثون ذراعـًا، وله أبواب كثيرة في جهاته الثلاث، وأما الجهة القبلية منه فلا أعلم بها إلا بابـًا واحدًا، وهو الذي يدخل منه الإمام، والمكان كله فضاء وغير مسقف إلا المسجد الأقصى، فهو مسقف في النهاية من إحكام العمل وإتقان الصنعة، مموه بالذهب والأصبغة الرائقة، وفي المسجد مواضع سواه مسقفة".
تعليقات الفيسبوك