ضغط على لوحة المفاتيح، مدوناً كلمات غاضبة، رداً على الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بعد اعتراف دولته بالقدس عاصمة لإسرائيل. دعا إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية، والخروج فى مظاهرات حاشدة، وإقامة وقفات احتجاجية، وكأن حملات المقاطعة التى بدأت منذ سنوات عديدة غيرت من الواقع شيئاً، أو قدمت الاحتجاجات خدمة للقضية الفلسطينية.
قرر سعد الديب أن يقاطع المنتجات الأمريكية، رداً على «ترامب»، داعياً من يعرف إلى اتخاذ موقف مشابه لموقفه. يعتبر المقاطعة حيلته الوحيدة، والوسيلة التى يستطيع بها التعبير عن غضبه والتأثير فى اقتصاد أمريكا فى وقت واحد: «حملة لمقاطعة المنتجات الأمريكية، وهنعمل حصر بأسماء المنتجات وما نشتريهاش تانى وندور على بديلها المصرى أو العربى»، هكذا كتب الشاب، ليرد عليه أحد متابعيه معلقاً: «أتمنى تطبيق ده فعلاً وما يبقاش كلام وخلاص». يتذكر خالد محمود، دعوات المقاطعة التى كان يسمع عنها فى صغره، والملصقات التى كانت توزع عقب صلاة الجمعة، توضح أسماء أشهر المنتجات للدول الداعمة لدولة الاحتلال: «وساعتها عملت إيه دعوات المقاطعة، دى كلها فترة وهتعدى ولا أى مقاطعة هتحصل، ولو حصلت كلها شوية وتتنسى».
لم تتغير المنتجات، التى كانت توزع أسماءها على أوراق، عن التى تنشر الآن عبر صور على صفحات مواقع التواصل، وما بين الورق والصورة، يظن أحمد عبدالسلام أنها لن تغير من واقع الأمر شيئاً: «لا المقاطعة ولا الوقفات ولا الاحتجاجات هتغير من الواقع شىء، بس ده الحاجة الوحيدة اللى نملكها». يتساءل عبدالغنى السيد عبر صفحته على مواقع التواصل: «ما زمان عملنا الكلام ده وما حصلش أى تغيير، التحرك لو على مستوى الدول ممثل فى قرارات، فبندعمه، غير كده مفيش حاجة هتحصل».
سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى، يرى أن كل الدعوات ما هى إلا تعبير عن المشاعر، لكنها لن تغير من الواقع: «الشعوب العربية والإسلامية عندها مشاكل كبيرة، وبقى فى اليمن وسوريا والعراق دلوقتى، مش بس فلسطين». حتى الآن يرى أستاذ علم الاجتماع أن الـ57 دولة الإسلامية لا تتفق حول موقف واحد تجاه القضية الفلسطينية: «يبقى الشعوب نفسها فى إيديها إيه؟!».
تعليقات الفيسبوك