عضو «الأعلى الأردنى للإعلام»: «ترامب» قتل عملية السلام بـ«حماقة جديدة»
سلطان الحطاب
«جريمة العصر».. هكذا وصف مدير عام دار العروبة للدراسات السياسية وعضو المجلس الأعلى للإعلام الأردنى «سلطان الحطاب» القرار الأمريكى الأخير فيما يتعلق بالقدس، لافتاً إلى أن القرار يُفرغ الوصاية الأردنية على المقدسات فى القدس من مضمونها ليطلق يد إسرائيل فى المنطقة. وطالب «الحطاب»، فى حوار لـ«الوطن»، بأن يتحرك الشارع العربى بما يليق مع مكانة القدس بالمجتمعات العربية.. وإلى نص الحوار:
بداية، كيف ترى قرار «ترامب» الأخير وتداعياته بالمنطقة؟
- ما أقدم عليه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل هو «جريمة العصر».. جريمة مع سبق الإصرار والترصد للقضاء على أى فكرة للسلام بالمنطقة، وبالتالى هو قاتل عملية السلام. ما حدث يعد بمثابة «وعد بلفور ثانى» الذى أعطى شيئاً لا يملكه آنذاك لجهة لا تستحق، وترامب اليوم يعطى القدس التى لا يملكها لإسرائيل التى لا تستحقها، وبالتالى يرتكب حماقة جديدة، ويفتح الصراع الآن مجدداً بشكل أسوأ. والقرار يدفع باتجاه صراع على أسس دينية، ولذلك استهدف القدس، وتعليق العلم الأمريكى على حائط البراق أثار الفلسطينيين عام 1929، فيما عُرف بـ«ثورة البراق الشهيرة» الذى يسميه اليهود حائط المبكى، الذى زاره «ترامب» واعتبره مكاناً مقدساً، ونائبه مايك بينيس قبل أسبوع قال فى خطاب له إنه يعتز بكونه يهدى القدس للإسرائيليين، وكأنه يمهد لهذا القرار وكان يقف إلى جواره حين وقّع على وثيقة «العار» التى اعتبرت القدس عاصمة للإسرائيليين.
سلطان الحطاب لـ«الوطن»: قرار الرئيس الأمريكى «جريمة العصر»
وماذا تفعل الأردن الوصية على المقدسات الإسلامية بالقدس بعد قرار «ترامب»؟
- أكثر الجهات تضرراً من هذا القرار هو الشعب الفلسطينى والسلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية الهاشمية التى تمتلك الوصاية على الأماكن المقدسة فى القدس، وبالعمل الذى أقدم عليه «ترامب» أفرغ هذه الوصاية من مضمونها، وضرب معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، وبالتالى يريد أن يطلق يد إسرائيل لإبعاد الأردن عن وصايتها على الأماكن المقدسة الإسلامية فى القدس ضارباً عرض الحائط ببيان «واشنطن» الموقّع مع الملك الراحل الحسن، واتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية التى تنص على بحث قضايا القدس فى الوضع النهائى. وأعتقد أن إسرائيل ربما تقدم أيضاً على خطوات إجرامية أخرى بإفراغ القدس من سكانها الفلسطينيين، ويسكن بها أكثر من 300 ألف فلسطينى فى شرق القدس، وربما تكون خطوة «ترامب» مقدمة لذلك.
وما توقعاتك لما قد يسفر عنه اجتماع الجامعة العربية غداً بشأن القدس؟
- لا أتوقع كثيراً من انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب غداً، والجامعة اجتمعت قبل أسبوع لبحث الموضوع الإيرانى، معتبرة أن إيران عدو، ولم تذكر العدوان الإسرائيلى، وهذا موقف يندى له الجبين، ورغم ما تفعله إيران من توسعات بالمنطقة فإن هناك عدواً حقيقياً يجثم على الأرض العربية فى فلسطين، وكان عليها أن يكون لها موقف. والقدس التى تمثل قبلة المسلمين، ومدينة فلسطينية وعربية تتحدى بالقرار الأمريكى ضدها القيادات العربية المجتمعة فى الجامعة العربية، وعلى هذه القيادات أن يكون لها موقف أكثر وضوحاً ويتساوى على الأقل مع المواقف الدولية.
لا أتوقع الكثير من اجتماع الجامعة العربية.. وإغفال اجتماع وزراء الخارجية الأخير التنديد بالعدوان الإسرائيلى «يندى له الجبين»
وما تقييمك للموقف العربى بعد إعلان «ترامب»؟
- الموقف العربى حالياً لا يزال يضع رأسه فى الرمل ويتغاضى عن العدوان الإسرائيلى، وأعتقد أنه حان الوقت لاعتبار أن الموقف الأمريكى هو موقف إسرائيلى، وأن الولايات المتحدة لم تعد تصلح أن تكون فى اللجنة الرباعية الدولية، وأنها خرجت من التسوية لخروجها عن الحياد، وجلست فى المقعد الإسرائيلى. ولذا أطالب بعدم استقبال «ترامب» فى العالم العربى أو مبعوثيه فى الأيام المقبلة على الإطلاق، وطردهم واعتبارهم خصماً مباشراً. أطالب الشارع العربى بمقاطعة البضائع الأمريكية وعزل الولايات المتحدة، وأيضاً الوقوف فى وجه المصالح الأمريكية بالمنطقة، لأن «ترامب» إذا اعتقد بأن القرار الذى اتخذه كلفة على الولايات المتحدة فإنه سيتراجع، ويجب أن يكون هذا القرار مكلفاً.