عضو مجلس النواب: الموقف العربى «ميت» ولا يجب أن نعلق عليه الآمال
النائب سمير غطاس
قال النائب سمير غطاس، عضو مجلس النواب، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ارتكب جريمة بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، وانتهك قرارات مجلس الأمن والقوانين الدولية لأنه يعرف أن ردود الفعل لن تتجاوز الإدانة والشجب، مؤكداً أن «ترامب» يغازل اللوبى الصهيونى لتدعيم موقفه داخلياً على حساب القضية الفلسطينية.. وإلى نص الحوار:
ما تعقيبك على قرار الرئيس الأمريكى باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل؟
- الرئيس الأمريكى ارتكب جريمة، ليس فى حق فلسطين فقط، لكن فى حق العالم كله، وفى حق القوانين والقرارات الدولية، وإعلانه بأن القدس عاصمة لإسرائيل جريمة، لأنها تضرب بقرارات مجلس الأمن الصادرة عرض الحائط، وتضرب أى فرص لتحقيق السلام المزعوم، لذلك رأينا 14 دولة من 15 دولة بمجلس الأمن أدانت القرار.
سمير غطاس: «ترامب» يغازل اللوبى الصهيونى لتدعيم موقفه داخلياً
وفى رأيك، لماذا أقدم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على هذا القرار فى التوقيت الحالى بعد أن أجله الكثير من رؤساء الولايات المتحدة، لأكثر من 20 عاماً؟
- رؤساء أمريكا اعتادوا أن يبدأوا فترات حكمهم بإعلان ضمان أمن وحماية إسرائيل وتفوقها على جيرانها عسكرياً وتكنولوجياً، باعتبارها حليفة أمريكا فى المنطقة، وكان كل رئيس أمريكى يأتى ليضيف شيئاً جديداً لصالح إسرائيل عن الرئيس الذى سبقه، أما دونالد ترامب فقرر أن يُقدم على الخطوة التى أعلنها رؤساء أمريكا من قبله ولم ينفذوها، وهى إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وذلك لعدة أسباب أهمها أنه معرض للخطر داخلياً، وهناك اتهامات ضده بالتواصل مع روسيا خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة، ويواجه غضباً وانتقادات واتهامات داخلية كثيرة، وبالتالى قرر أن يغازل اللوبى الصهيونى بهذا القرار ويعلن انحيازه التام والمطلق لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية ويتخذ الخطوة التى أجلها غيره من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى أن زوج ابنته ومبعوثه الخاص لإسرائيل، هو جاريد كوشنر، وهو يهودى، الأمر الآخر أن مستشار الأمن القومى الذى اختاره ترامب والذى اتُّهم أنه كان على علاقة بروسيا خلال الحملة الانتخابية اعترف أمام المحكمة بأنه كذب واتصل بالروس خلال الحملة الانتخابية، وبالتالى الحبل بدأ يضيق على ترامب، وهو فعل ذلك ليدعم موقفه داخلياً ويغازل اللوبى الإسرائيلى، وقد أقدم على موقفه دون تردد لأنه يأمن ردة الفعل، ويعرف أن الأمر لن يخرج عن حدود الشجب والإدانة.
يجب تبنى استراتيجية جديدة فى التعامل مع القضية الفلسطينية تتجاوز الموقف الأمريكى
فى رأيك، ما الموقف العربى الذى يتوجب على الحكومات العربية اتخاذه تجاه هذه الخطوة؟
- لا يوجد موقف عربى من الأساس، الموقف العربى ميت، وعلينا أن ندفنه ولا نعلق آمالنا عليه، العرب دفعوا لأمريكا مليارات الدولارات ولو قدموا نصفها فقط إلى القدس لتغير الحال، لكنهم اختاروا أمريكا، فكيف الآن سيتخذون موقفاً ضدها. الموقف لن يخرج عن الإدانة الفارغة التى تسىء لصاحبها ولا تضيف له، الإدانة التى لا تسمعها أمريكا ولا إسرائيل ولا تقيم لها وزناً.
إذاً، كيف ترى طريقة التعامل المثلى مع القضية الفلسطينية فى الوقت الحالى بعد إعلان ترامب؟
- يجب تبنى استراتيجية جديدة فى التعامل مع القضية الفلسطينية تتجاوز الموقف الأمريكى من أساسه، فاستمرار الاعتماد على أمريكا والتعامل معها باعتبارها طرفاً محايداً فى القضية الفلسطينية ووسيطاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين أمر غير سليم بالمرة.