دكتور هشام الخياط: «المخللات» المصبوغة بالألوان الصناعية تسبب السرطان والفشل الكلوى
حذر الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس، من خطورة النتائج التى توصل إليها التحقيق، ويؤكد أن تناول المخلل المصبوغ بالألوان والمخزن بطريقة غير صحية، يؤدى للإصابة بالسرطان والفشل الكلوى والكبدى، كما انتقد منظومة الرقابة الصحية على الأسواق، ونصح باستبدال الخضراوات والسلطة بالمخلل كمقبلات للطعام.
وقال فى حواره لـ«الوطن» إن استخدام مكسبات الطعم والرائحة فى المواد الغذائية يؤثر على الأعصاب، خاصة عند الأطفال، وتجعلهم يرتكبون أفعالاً غير سوية.. وإلى نص الحوار.
* بعض تجار المخلل يستخدمون ورنيش الأحذية فى تلوين وتلميع الزيتون.. ما أضرار ذلك؟
- ورنيش الأحذية غير مصنف من أى جهة على أنه من مكسبات اللون، بل تحظره منظمة الصحة العالمية وتمنع استخدامه فى أى أطعمة، لأنه يحتوى على مادة النيترو بنزين، وهى مادة شديدة السمية، وتضر بالكلى والكبد وتتسبب فى الإصابة بالسرطان.
* كيف تصيب هذه المادة بالسرطان؟
- على المدى القريب، تحدث التهابات وتقرحات بالمرىء والمعدة والإثنى عشر، وتكون أعراضها بعد الأكل بساعة أو ساعتين من تناول المخلل يشعر الشخص بألم شديد وغصة فى منتصف البطن العلوى، قد يتطور الأمر إلى قرحة معدة، أما على المدى البعيد، فتتراكم وتتحول داخل الجسم إلى مادة مسرطنة، وتراكمها فى المعدة أو الدم يؤدى إلى الإصابة بالسرطان، كما يمتصها الكبد والكلى وتؤدى فى النهاية إلى فشل كبدى وكلوى، ومع الأعراض والمثبطات البيئية الأخرى التى يتعرض لها المواطن المصرى، تتراكم المشكلة وتصيب الجهاز الهضمى بأضرار شديدة.
* هناك من يستخدم مادة البوتاس الكاوى فى سرعة إنتاج الزيتون والمخلل.. ما أضرارها؟
- هذه المادة لو تم بلعها بكميات عالية ومتراكمة تتسبب فى حدوث التهابات حادة فى المرىء والحلق، وتؤدى بعد فترة إلى ضيق فى القناة الهضمية، وهذه المادة من خواصها امتصاص المياه «ونفش» المخلل، ليصبح وزنه أعلى ومربحا للتجار، ، وتضاف هذه المادة أيضا للخضراوات من الجزر واللفت والخيار لتكبير حجمها.
* ما أضرارها على المدى البعيد؟
- الضرر الأكبر يقع على مرضى الكلى والكبد وتؤدى إلى إصابة الشخص بمرض «قلوية الدم»، لو حدث للمريض قد يتسبب فى وفاته فجأة، أو دخول العناية المركزة. ويحدد ذلك نسبة استخدامها فى المخلل.
* وماذا عن استخدام مكسبات طعم ورائحة؟
- هذه المواد تستخدم فى أغلب المواد الغذائية حتى المخلل، والشيبسى والبطاطس، وتعطى نكهة، وهذه المادة خطيرة جدا على الأعصاب، خاصة الأطفال وتجعلهم يقومون بأفعال غير سوية.
* رصدنا فى تحقيقنا الاستقصائى، قيام الصناع بتخزين المخلل فى براميل بلاستيك مستعملة وبظروف غير صحية، ما أضرارها؟
- هذه البراميل تحتوى على مواد كيميائية وبترو كيميائية خطيرة، ويعاد استخدامها دون تعقيم، وبالتالى يستخدم الصانع البراميل ويغسلها بالمياه معتقدا أنه نظفها بشكل جيد، والحقيقة أنه لم ينظفها إطلاقا، وتبقى جزيئات ومتبقيات المواد الكيميائية فى البراميل، وتتسرب إلى المخلل، وتعرض مستهلكه إلى الإصابة بالسرطان.
* كيف تصيب هذه المواد الكيميائية بالسرطان؟
- خلايا أجسادنا تتعرض للتحور من وقت لآخر، ويوجد جينات معينة تحبط التكاثر المختل للخلايا وتحجم من نشاطها حتى لا تخرج عن النظام المعتاد للجسم، هذه المواد البتروكيميائية المتسربة عن طريق المخلل تتفاعل مع هذه الخلايا الجيدة، وتنتج مواد مسرطنة تمنع الجينات الجيدة والمفيدة من عملها، وتجعل الخلية تتكاثر بشكل عشوائى، يتطور إلى سرطانات.
* هناك أيضاً من يستخدم ملح «السياحات» غير المنقى وملح صناعى، ما خطورته؟
- هذا الملح يؤخذ من الأرض ويعبأ مباشرة، ويحتوى مواد كثيرة ضارة لم يتم استبعادها عن طريق التنقية، ويحتوى على عناصر نادرة مثل الزنك والرصاص والنحاس، هذه مواد سامة لو ارتفعت نسبتها فى الجسم وتناولها المستهلك بشكل متواصل تسبب أضرارا بالغة على الكبد والكلى والمخ، وتسبب التهابا فى الأعصاب الطرفية.
* بعض الناس يعتقد أن الملح الموجود بالمخلل يحفظه من أى أضرار؟
- هذه المعلومة غير صحيحة، فالملح لا يقضى على المواد الكيميائية الضارة، وأحيانا يتحد معها ويصبح أكثر خطورة، كما أن الملح لا يمنع حدوث أو تكوين البكتيريا، وهناك أنواع عديدة تنمو فى محلول مالح.
* من خلال التحاليل المعملية التى أجريناها فى معهد حكومى، أثبتت أن هناك بكتيريا محبة للملوحة تعيش داخل المخلل، ما أضرارها؟
- هذه البكتيريا ضارة جدا، وتتسبب فى حدوث إسهال أو قىء، واضطرابات فى الجهاز الهضمى، وتؤثر على الأطفال وقد تصيبهم بالجفاف، وعلى المدى البعيد تتسبب فى حدوث فشل كلوى.
* رصدنا متاجر شهيرة تبيع المخلل الضار، وتحصل عليه من مصانع مخالفة؟
- يجب أن تكون هناك رقابة صارمة من الجهات الحكومية المتمثلة فى وزارتى التموين والصحة ومؤسسات حماية المستهلك، ولا يتهاون أحد مع من يفسد غذاء المصريين.
* ما تقييمك لدور هذه الجهات الرقابية؟
- سيئة جدا، والدليل أن هذه المنتجات تنتشر فى الأسواق بغزارة.
* من وجهة نظرك، لماذا لا تتم عملية الرقابة بشكل دقيق فى مصر؟
- المواد الضارة لكى تكشف عنها تحتاج إلى أجهزة عالية الدقة وآليات حديثة وأناس متخصصين فى المجالات الدقيقة وهذا غير موجود فى مصر، بجانب وجود أنفس ضعيفة من قبل العاملين فى الرقابة بحصولهم على رشوة فى سبيل تسهيل وتسيير عملها دون مصادرة بضائعهم. على العكس، فى الدول الأوروبية يتم تقييم المتاجر والمطاعم بدرجات معينة عن طريق الرقابة المستمرة، لو حصلت على درجات قليلة يتم غلقها على الفور.
* هل توزيع المهام الرقابية على وزارات عديدة يتسبب فى تقصيرها؟
- ليس مهما التوزيع بقدر أهمية التناغم والتنسيق فى توزيع المهام وقيام كل وزارة بدورها، لكن كل وزارة تلقى بالمسئولية على غيرها.
* ما النصائح التى تقدمها للناس كى تتناول «مخلل» صحيا؟
- أولا أنصح الناس باستبدال الخضراوات والسلطة بالمخلل كمقبلات للطعام لأنها ضارة، لكن فى حالة الإصرار على تناول المخلل، يجب أن يتم تصنيع المخلل فى المنزل بعيدا عن الشارع، وتقليل نسبة الملح، بجانب تخزينه فى «برطمان» زجاج، لأنه لا يتفاعل مع الغذاء.