شق طريقه في هدوء تام، دون صخب جماهيري يقف حائلًا أمام انتقاله من قلعة "ذئاب الجبل" إلى بلاد الأثرياء في سويسرا، حيث كانت محطته الأولى مع عالم الاحتراف الأوروبي.
مهاراته في الكرة جعلت منه نجمًا داخل فريق بازل، وأهدافه في مرمى تشيلسي، الذي كان يدربه جوزيه مورينيو، جعلته هدفًا عزيزًا يُقاتل عليه "سبشيال وان"، وهو ما نجح فيه، حيث انتقل محمد صلاح، ابن قرية بسيون في محافظة الغربية، بين ليلة وضحاها من سويسرا إلى الدوري الإنجليزي.
رحلة قصيرة لم تكتمل، بعدما ضحى مورينيو بـ"مومو"، ودفعه للإعارة في الدوري الإيطالي رفقة فيورونتينا، وبالفعل كانت البداية لرحلة جديدة من النجاح داخل المستطيل الأخضر.
سجل صلاح الأهداف أمام عمالقة الكرة الأوروبية، الأمر الذي وضعه على رأس أولويات ذئاب روما، ليخطفه المدرب الإيطالي لوتشيانو سباليتي، ويقضي أفضل موسمين مع فريق إي سي روما.
تألق "أبو مكة" في الكالتشيو، أجبر ليفربول إعادة التفكير فيه من جديد، بعدما خطفه مورينيو منهم قبل الانضمام إلى تشيلسي، وبالفعل بات صلاح أغنية ترددها جماهير "ريدز" في قلعة "أنفيلد".
رحلة صلاح الطويلة، وتألقه حاليًا في الدوري الإنجليزي، ومساعدته في تأهل المنتخب المصري لبطولة كأس العالم لأول مرة منذ 28 عامًا، كان يستحق عليها جائزة ذات ثقل في الأوساط الكروية العالمية، وهو ما قد يتحقق اليوم بعدما صار اسمه مرشحا للفوز بجائزة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لأفضل لاعب في إفريقيا لعام 2017.
هذه الجائزة، التي توج بها نجم عربي آخر، العام الماضي، رياض محرز، نجم فريق ليستر سيتي، جعلت صلاح في مقارنة مع النجم الجزائري.
ساهم محرز في تتويج فريقه ليستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي في موسم "2014-2015" للمرة الأولى في تاريخه، وكان هذا السبب الرئيسي في تتويجه بالجائزة، وهو الأمر الذي تُمني النفس به جماهير ليفربول.
على الجانب الآخر، عقب تتويج محرز بجائزة "بي بي سي" بأيام قليلة، كان على موعد مع جائزة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لأفضل لاعب في القارة السمراء، وهي الجائزة التي ينافس عليها صلاح أيضًا.
محرز لم يستكمل مشوار التألق في الدوري الإنجليزي، وخفت ضوؤه سريعًا عقب عام مليئ بمنصات التتويج الفردية والجماعية رفقة "الثعالب"، وهو الأمر الذي لا تتمنى الجماهير العربية والإنجليزية العاشقة لليفربول، أن يحدث مع محمد صلاح، الحالم بالمزيد من النجاح في عالم كرة القدم.
تعليقات الفيسبوك