"هو أنت فاكر نفسك ابن بارم ديله" مقولة اشتهرت بين المصريين للتعبير عن الطبيقة والتفاخر بالأنساب، وتميز بعض الناس على غيرهم بالعديد من المزايا أو المنح، وهذه المقولة لم تأتي من فراغ بل لها أصل في التاريخ، وخاصة في تاريخ الدولة العثمانية التي كانت تؤمن بالتميز بين الطبقات والأشخاص وخاصة الأسرة الحاكمة وعامة الشعب.
وذكر عبدالرحمن بن حسن الجبرتي، في كتابه "عجائب الأثار" كلمة "ابن بارم ديله" مقترنة بأحد أسماء أمراء الدولة العثمانية وهو سليمان بك الأرمنى الذى كان يعرف بـ"سليمان بن بارم ذيله"، وكان من الأمراء الذين ذاع صيتهم فى مصر فى عهد العثمانيين وكان ينتمى للفقارية وتولى رتبه اللواء عام 1690 التى كانت معروفة آنذاك بـ"الصنجكية" وكانت تقوم على رئاسة الإقليم، وقد وصفه الجبرتي بأنه كان وجيها وذو مال وخدم وأملاك وكان يعد من كبار الأمراء في عصره فتولى كشوفات الغربية والمنوفية عدة مرات.
وبعد وفاه سليمان بك بارم ذيله، أعقبه ابنه عثمان جلبي فأصبح صنجقاً وتولى كشوف المنوفية والغربية والبحيرة، ووصفه الجبرتي بأنه كان حاذقاً وجميلاً ووجيهاً يحب مطالعة الكتب وإنشاد الأشعار وكان فارساً شجاعاً له دور مهم في الصراعات العسكرية في ذلك الوقت.
عندما حدثت واقعة قتال اشترك فيها مع محمد بك قطماش عام 1715 فهرب واختفى ونهب بيته واستمر مختفياً إلى أن مات في الـ 37 من عمره، فضرب به المثل فى الشجاعة والإقدام والغنى والثقافة وخلده المصريون بعبارة "انت فاكر نفسك ابن بارم ديله" يقولوها لكل من يدعى الشجاعة أو يتفاخر، أي "عامل فيها ابن باشوات".
تعليقات الفيسبوك