بجملته الواثقة.. «صبحى»: «هافضل أتمرن لحد ما أموت»
الكابتن صبحى
بين عشرات الشباب داخل صالة الألعاب الرياضية «الجيم» التى يمارس فيها ألعاب القوى، يبدو مشهده لافتاً للنظر، يتلقى ذلك السؤال المكرر مرات ومرات «حضرتك عندك كام سنة» فتأتى الإجابة الصاعقة «عندى تمانين سنة، إنت عندك كام؟»هكذا يبدأ التحدى الذى ينتهى فى كل مرة لصالح الكابتن صبحى محمد صاحب العضلات المفتولة والقلب الفتىّ.
«لسه فيك حيل يا صبحى تروح الجيم» يقولها له بعض أصدقائه متندرين من المفارقة التى يحملها عمره مقارنة بما لديه من سيم القوة العضلية، يلقيها له أصدقاؤه الذين يساوونه فى العمر، وهؤلاء الأصغر سناً، يتعجب من تلك الجرأة القادمة من أشخاص يعانون أمراضاً عدة، ولا يمارسون نشاطاً يذكر، ويسخرون منه فى الوقت ذاته، إلا أن التعليقات من تلك النوعية تتحول لدى صبحى إلى حافز قوى لمواصلة التدريب بشكل منتظم، طمعاً فى مزيد من اللياقة والصحة حتى لا يشبههم يوماً ما.
العمر بالنسبة للكابتن صبحى، مجرد أرقام فقط، لا تعنى الكثير إذا ما نجح الشخص فى الحفاظ على صحته وجسده «على قد قدراتك بيتحدد سنك مش العكس»، يقضى كابتن صبحى ساعتين ونصف الساعة فى صالة الألعاب الرياضية، لثلاثة أيام فى الأسبوع، ولكنها لا تبدو كافية بالنسبة له «ياريت كان فى مقدرتى أتمرن كل يوم لكن مش كويس أهلك عضلاتى فى التمرين».
قبل انتشار الصالات الرياضية أخيراً، كان صبحى يتمرن بمنزله، من طفولته وحتى التحاقه بكلية الحقوق، حيث أصبح يشارك فى بطولات الجامعة لكمال الأجسام، والتى اعتاد فيها حصاد المركز الأول، لكنها لم تكن البطولات الوحيدة التى حصدها فى حياته، حيث حظى ببطولة المهارات العسكرية أثناء تأديته الخدمة العسكرية، ولكن لطبيعة عمله كباحث فى المنازعات العمالية، والتى فرضت عليه السفر إلى عمان، تراجعت تمريناته لكن لياقته لم تخفت، حيث استطاع تعويض الفارق «كنت بمشى كيلو عشان أحافظ على لياقتى، غير إنى بدأت أدور على أقرب جيم، ولاقيته على نفس البعد، فأصبح التمرين فى اتنين، اللى عاوز يحافظ على صحته مش هيغلب».
عشرات التجارب أمامه مرت لرياضيين خفتت أضواؤهم سريعاً، لكن الأمر لم يكن معه بنفس الطريقة «ما كنش هدفى أحصد بطولات، هدفى الحقيقى أحافظ على صحتى وجسمى، وهو دا الفرق بين الناس اللى بتيجى على نفسها وبتطفى بسرعة، همهم الألقاب والشكل بأى تمن حتى لو كان عنف فى الممارسة ومنشطات، وبين الناس اللى زيى واللى بيفضلوا طول عمرهم ماشيين بوتيرة هادية لكن مستمرة وناجحة» لا يخشى الرجل الحديث عن الموت، بل إنه مشهور بتلك الجملة التى يرددها دائماً «هفضل أتمرن لحد ما أموت فى الجيم».