سوريا فى انتظار الحرب: الغرب يواصل ضغوطه على «الأسد».. وروسيا تتهم «المعارضة»
استمرت ردود الفعل الدولية المنتقدة لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، أمس، بعد مزاعم استخدام قوات النظام السورى للأسلحة الكيماوية ضد المعارضين فى منطقة «الغوطة الشرقية» بالقرب من دمشق. وأشار البيت الأبيض، فى بيان له أمس، إلى أن «أجهزة الاستخبارات الأمريكية، بالتنسيق مع شركائها الدوليين ومع الأخذ فى الاعتبار شهادات العشرات الذين عاينوا ما جرى وسجلوا عوارض أولئك الذين توفوا، فإنها تواصل جمع الوقائع للتأكد مما جرى». وأعلن مسئول أمريكى أن وزير الخارجية جون كيرى تحدث بشكل استثنائى مع نظيره السورى وليد المعلم، فى قضية الهجوم الكيماوى، فى محاولة لتعزيز الضغوط على سوريا. وقال المسئول إن «كيرى» أبلغ «المعلم» أنه «لو لم يكن لدى النظام السورى شىء يخفيه، كما يزعم، لكان عليه أن يسمح بوصول فورى، وبلا عراقيل، إلى موقع الهجوم الكيميائى المفترض». وبحسب المسئول نفسه، فإن «كيرى» أكد لـ«المعلم» أنه «تلقى كامل الضمانات من قادة الجيش السورى الحر لناحية تأمينهم سلامة محققى الأمم المتحدة فى المنطقة المعنية». من جانبه، أكد السفير الروسى فى لبنان ألكسندر زاسبكين أن كل ما حدث ويحدث فى سوريا يثبت أن حل الأزمة لا يمكن إلا أن يكون سلمياً ووفقاً للبنود التى نص عليها بيان جينيف الصادر فى يونيو 2012. وأوضح أن الاجتماع التحضيرى لمؤتمر «جينيف 2»، الذى سيُعقد فى 28 أغسطس الجارى فى لاهاى، سوف يبحث المسائل السياسية، خصوصا إذا اعترف الأمريكيون والأطراف الإقليمية الأخرى بأن أحد أهداف مجزرة «الغوطة الشرقية» عرقلة انعقاد المؤتمر.[SecondImage]
وحول استخدام السلاح الكيميائى اعتبر أن التقييم السياسى يتم بحسب مصلحة كل طرف؛ لذلك فإنه يجب إجراء تقييم فنى من الخبراء الأمميين الذين يحققون فى سوريا. ورفض أن يربح الطرف الذى يرتكب الجريمة ومن ثم يستثمر ذلك سياسياً، داعيا إلى وضع حد لما سماه الموجة الإعلامية التى شنت ضد النظام السورى.
وطالب وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف المجتمع الدولى بإدانة استخدام من سماهم «الجماعات الإرهابية المسلحة» فى سوريا لأسلحة كيميائية. وقال «ظريف»، خلال اتصال هاتفى أجراه مع نظيرته الإيطالية إيما بونينو: «إن أى استخدام للأسلحة الكيميائية يتعارض مع المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية». وأضاف: «طهران على اتصال وثيق مع الحكومة السورية التى أكدت لبلاده أنها لم تستخدم أبدا مثل هذه الأسلحة اللاإنسانية، وأنها على استعداد للتعاون بشكل كامل مع خبراء الأمم المتحدة». وأدانت وزيرة الخارجية الإيطالية استخدام الأسلحة الكيميائية فى سوريا، داعية إلى إجراء تحقيق أممى فى هذا الهجوم.
واتهم رئيس مجلس الشورى الإسلامى الإيرانى على لاريجانى، أمس، الولايات المتحدة وإسرائيل بتأجيج النزاعات وإثارة الفوضى فى دول المنطقة، قائلا: «إن هذه الدول المتغطرسة رأت أن الأحداث لا تسير وفق مصالحها ووضعت مخططات الفوضى، ماذا جنت واشنطن من حربها ضد أفغانستان والعراق حتى تقرع طبول الحرب مرة أخرى فى سوريا؟».
وتوعدت جبهة النصرة الإسلامية، التابعة لتنظيم «القاعدة»، بالثأر لسكان «الغوطة»، رداً على «الهجوم الكيميائى» الذى استهدفهم من القوات النظامية، عبر استهداف القرى العلوية، ورصدت ألف صاروخ لذلك.
وقال رئيس الوزراء الأسترالى كيفن راد، أمس: إن مؤشرات «تدل بقوة» على أنه جرى استخدام أسلحة كيماوية، مطالبا نظام الرئيس بشار الأسد بالسماح لمفتشى الأمم المتحدة بالوصول إلى موقع الهجوم، مؤكدا أنه «رغم هذا، فإن الاستنتاجات النهائية فى هذا الأمر تنتظر الوصول التام والكامل لمفتشى الأسلحة فى الأمم المتحدة إلى الموقع». وأضاف: «إذا تبين أن النظام السورى مسئول عن هجوم بسلاح كيميائى، فسنتحرك بالتشاور مع دول أخرى لتحديد الردود المناسبة».
وكشفت وثائق صادرة عن معهد «واشنطن» للدراسات عن أن الرئيس السورى أنشأ شبكة اقتصادية تسيطر على أكثر من ثلثى الاقتصاد السورى، عبر هرمية إدارية تشمل المقربين منه.