عقارات «روض الفرج» المنكوبة.. السيدات والأطفال أمام الركام فى انتظار «الفرج».. والسكان: مكان الإيواء آيل للسقوط
تصوير:
عدنان عماد
09:48 ص | الخميس 14 ديسمبر 2017
الأهالى المتضررون من انهيار عقارات روض الفرج
فى الليلة الأولى التى قضوها فى الشارع، سيدات مصطفات على أريكة بوسط الشارع، مُنتظرات الفرج بعد وقوع منازلهن، عيونهن تحبس الدموع حتى لا تجهش بالبكاء على خسارتهن كل ما يمتلكن من أثاث منازلهن ومحتوياتها، فالبكاء ليس فقط على الأرواح التى راحت بسقوط 3 عقارات بحى روض الفرج بشبرا، أمس الأول، وإنما أيضاً يبكين على فقدان المأوى والسكن الذى كنّ يختبئن فيه رغم رداءته.
«احنا قاعدين، ولا وفروا لنا شقق زى مابيقولوا ولا حاجة»، هكذا وصفت سامية السيد أحمد، الأرملة الستينية، من أصحاب الشقق المنهارة فى إحدى العمارات المتهالكة، بحى روض الفرج، حالهم بعد خسارة منزلها إثر حادث الانهيار الذى وقع صباح أمس الأول، مشيرة إلى أنها كانت وقت الانهيار عند ابنتها، تاركة ابنها الشاب، البالغ 33 عاماً، وحيداً بالشقة، بعد أن ألحت عليها ابنتها لزيارتها والاطمئنان عليها والبقاء معها، وفور تلبية طلبها والذهاب إليها والمبيت معها، استيقظت على صوت ابنها الذى حالفه الحظ ونجا من الموت أسفل أنقاض العقارات المهدمة، ليقول لها: «أنا بموت يا ماما»، فهرعت مسرعة لمنزلها المتهدم لتطمئن على ابنها الذى تركته بمفرده، وما أن رأته سالماً حتى التقطت أنفاسها بعد أن نهشها القلق والخوف عليه.
«سامية» التى تسكن بالعمارة لأكثر من 30 عاماً، خط الزمن على وجهها خطوطه كما ترك شروخه فى المبنى القديم المُنهار، فالمبنى الذى تقطن فيه أعيد ترميمه مرة واحدة بأيدى الأهالى، من دون أى تدخل من الحى أو مالك العقار. «كنا عايزين ناخد فلوس ونمشى بس صاحبة البيت قالت خليه يقع عليكم»، تستطرد «سامية» لـ«الوطن»، مشيرة إلى أن منزلها الكائن بالعقار مُهدد بالسقوط منذ فترة، وأن المنزل رقم 45 كان السبب الرئيسى فى سقوط العقارين المتلاصقين بجانبه، حيث إن العقار الذى كانت تسكن فيه كان مسقوفاً بألواح خشبية تحميه، إلا أنه لم يصمد أمام انهيار عقارين مجاورين له، موضحة أن القدر أنقذ الكثيرين من الحادث، رغم سقوط ضحايا من بينهم أم وأطفالها أثناء نومهم، وأخرى سيدة أربعينية، وشاب مفقود لا يزال تحت الأنقاض حتى الآن، بحسب قولها، يدعى «رامى»، و«فرحه كمان شهر».
«سامية» أنقذتها عزومة ابنتها.. ومسنان ينجوان بالصدفة بسبب زيارتهما المستشفى وقت الانهيار
ومن بين الناجين من الأهالى، بحسب الأرملة الستينية، زوجان مسنان بأحد العقارات، ذهبا للمستشفى لاستكمال علاجهما خلال وقت سقوط العقار رغم أنهما ملازمان للمنزل ولا يفارقانه إلى قليلاً.
وناشدت «سلوى» المسئولين، الرقابة على المنازل الآيلة للسقوط وإنقاذها، قائلة: «يا ريت الريس يبص لنا، ويشدد الرقابة على رؤساء الأحياء»، مشيرة إلى أن صاحبة العقار لكى تخلى مسئوليتها رفعت قضية فى الحى بعد عدة بلاغات من الأهالى، وكان الرد مأساوياً ولامبالياً للوضع غير الآمن للسكان.
أما إسلام حسن، 24 عاماً، فكان كعادته ينتهى من عمله بالحراسة، ويعود لمنزله بروض الفرج بأحد الشوارع المجاورة للحارة المنكوبة، يتناول عشاءه ثم يذهب إلى نومه العميق فى انتظار شروق اليوم التالى، إلا أنه استيقظ على صوت انفجار كبير وصرخات مدوية لجميع جيرانه، وسرعان ما أدرك أن «فى بيت وقع، لا قنبلة، ولا أى حاجة»، وهرع لنجدة من يقدر على إنقاذه، إلا أن قوات الحماية المدنية حضرت وألزمت الجميع باتخاذ الحيطة لبدء أعمال رفع الأنقاض. «مش هنمشى من هنا إلا أما نعرف مصيرنا»، بهذه الكلمات بدأت «إيمان إبراهيم»، موظفة، وإحدى المتضررات من انهيار العقارات، حديثها، موضحة أنها مكثت بموقع الحادث منذ وقوعه وحتى الساعة الرابعة فجراً لمعرفة ما سيتم اتخاذه معهم من إجراءات: «فضلنا واقفين على رجلينا لحد ما طلّعوا المصابين، وكان فيه ولد فضلنا ندور عليه من بعد العصر لحد الفجر.
وتوضح السيدة الثلاثينية أن بعض المسئولين عرضوا عليهم، أمس، الذهاب لمركز شباب روض الفرج، إلا أن الأهالى رفضوا عرضهم لعدم وجود غرف يتمكنون من المبيت فيها داخل المركز، بحسب كلامها: «المكان إللى كانوا عايزينا نبات فيه الأول عبارة عن ساحة كبيرة ومكشوفة، وإحنا أغلبنا ستات وبنات، والجو برد علينا وعلى عيالنا، هنقعد فيه إزاى؟!»، وتابعت بنبرة غاضبة: «قالوا لنا على مركز شباب جزيرة بدران وبرضه رفضنا لأنه مكان شبه مهجور وكلنا عارفينه، ده غير إنه واقع أكتر من بيوتنا».
والتقطت منها أطراف الحديث السيدة الخمسينية «فاتن عبدالحليم»، قائلة: «عايزة أشوف بيتى سليم ولا وقع، محتاجة حد يطمنى هدخل بيتى تانى ولا لأ؟».
من جانبه قرر المهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة، أمس، تخصيص 8 وحدات سكنية بمدينة بدر لأسر العقارات الـ3 المنهارة فى منطقة روض الفرج، على أن يتم نقلهم فوراً عقب تقديم أوراقهم.