خبراء: استضافة «الجزيرة» صهيونياً «تطبيع».. و«زكريا»: «متعودة»
لقطة من حلقة استضافة «الجزيرة» لمحلل إسرائيلى
شن عدد من خبراء الإعلام هجوماً حاداً على استضافة قناة «الجزيرة» القطرية، الصهيونى مردخاى كيدار، الباحث فى قسم الدراسات العربية بجامعة بار إيلان، فى برنامج «الاتجاه المعاكس» الذى يقدمه فيصل القاسم، وبثته القناة، أمس الأول، واعتبر الخبراء أن ما حدث استمرار لسياسة التطبيع الإعلامى فى قطر مع الكيان الصهيونى.
وبثت القناة، مساء الثلاثاء الماضى، عبر برنامج «الاتجاه المعاكس» حلقة بعنوان «هل ما زال للقدس مكان فى قلوب الحكام والشعوب العربية حتى يحتجوا على نقل السفارة الأمريكية إليها؟ أم أنها تبقى عاصمة العرب والمسلمين الروحية؟»، واستضافت فيها الداعية والباحث الإسلامى عبدالرحمن سعيد كوكى، كما استضافت عبر الأقمار الصناعية من تل أبيب الباحث الصهيونى مردخاى كيدار، الذى شن هجوماً على العرب والمسلمين وتهكم عليهم وعلى حقهم فى القدس.
«مكرم»: قناة يسيِّرها الموساد.. و«الصحفيين العرب»: قطر ليست عضواً فى الاتحاد
وقال مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن ما قامت به «الجزيرة» عمل عادى جداً من قبل نظام يسيِّره الموساد الإسرائيلى، وتابع: «أصغر صحفى يفهم ذلك وبالتالى فهو شىء لا يدعو للدهشة، وإن قلت ذلك فسيردون بقولهم: كان هناك وفد بحرينى فى إسرائيل». وأكد حاتم زكريا، مساعد رئيس اتحاد الصحفيين العرب، أن القناة تستضيف الإسرائيليين دائماً ويتشدقون بأنهم من أنصار الأمة العربية والقضايا العربية، وتابع: «قطر والجزيرة ليست لديهما مشكلة فى التعامل مع الصهاينة».
وحول ما إذا كانت استضافة الباحث الصهيونى تمثل خرقاً لقرار اتحاد الصحفيين العرب بالمقاطعة العربية للكيان الصهيونى، قال «زكريا» إن قطر ليست عضواً بالاتحاد، كما أنه لا توجد لها جمعية ولا نقابة ليلتزموا معنا بأى التزام، كما أن «هناك خبراء أمريكان وإسرائيليين بيشغَّلوهم» على حد قوله.
وأوضح د. محمود علم الدين، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن التاريخ سيذكر أن قناة الجزيرة أول قناة عربية استضافت إسرائيليين منذ عدة سنوات، وبعد عمليات حدثت فى غزة عقب عملية الرصاص المصهور، حيث استضافت المتحدث العسكرى للكيان الصهيونى وهذه ليست المرة الأولى. ولفت «علم الدين» إلى أن الأب الروحى لهذه القناة يحمل الجنسية الإسرائيلية كما أنه عضو فى الكنيست الإسرائيلى، فى إشارة إلى عزمى بشارة.
من جانبه، قال الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز، إن القدس موضوع سياسى فى المقام الأول، ويجب أن تتخذ إجراءات سياسية للتعامل معه والرد عليه، وحصر المسألة فى المقاطعة الإعلامية هو تفريغ للموضوع من مضمونه، وأكد الخبير الإعلامى أن الإعلام دوره أن يوضح أبعاد القضية ويستضيف المصادر التى يمكنها التعليق بشكل موضوعى ودقيق، وأن ينقل ردود الفعل فى إطارها الصحيح والحقيقى وتابع: «لا أنصح بأى تعاطٍ استثنائى، لكن التعاطى المهنى كفيل بأن يضع القضية فى مسارها الصحيح».
وعبر عدد من الفلسطينيين والنشطاء عن غضبهم من منح الصهيونى مساحة على الفضائيات العربية لعرض وجهة نظره التى استفزت المشاهدين، ومن عدم اعتراض المذيع على خروجه عن الموضوع الأساسى للحلقة ودخوله فى مسائل عقدية. وكتب أحد المتابعين على «تويتر»: «الصهيونى الذى استضافه فيصل القاسم فى الاتجاه المعاكس قال بكل وقاحة مخاطباً الأمة: أنتم شر أمة أخرجت للناس، أظن أننا فى غنى عن سماع قذارات الصهاينة على المنابر الإعلامية الحرة، ويجب التوقف عن استضافة الصهاينة والسماح لهم بتسويق آرائهم»، وقال آخر: «أى إنجاز حققه فيصل القاسم، فى برنامجه، الذى أصبح بائساً ومستهلكاً، عندما استضاف المأفون، الذى يصف أمتنا بشر أمة أخرجت للناس»، وكتب أحد المغردين الفلسطينيين: «على الجزيرة أن تعتذر عما عرضته من تطبيع سافر وإهانات وشتائم طالت كل الشعوب العربية والإسلامية، هل الأقصى وتاريخه تحول إلى مادة للنقاش لأحقية من؟ متى ستتوقف الجزيرة عن التطبيع وإدخال الصهاينة لبيت كل فلسطينى وعربى؟».