خبراء طاقة: الاكتشاف ضربة موجعة للشركات الإسرائيلية ومصر ستصبح دولة مصدرة للغاز
حقل «ظُهر».. حلم الأكتفاء الذاتى يتحقق
أجمع خبراء الطاقة على أن مصر على أعتاب التحول إلى دولة مصدرة للغاز الطبيعى بحلول 2019 بعد سنوات الاستيراد التى كلفتها مليارات الدولارات سنوياً، وقالوا لـ«الوطن» إن استخراج غاز حقل «ظُهر» العملاق بشرق البحر المتوسط يمثل ضربة موجعة لأنشطة استخراج الغاز الإسرائيلى.
قال عزيز عفت، الخبير البترولى فى شئون الغاز الطبيعى، إن كشف «ظهر» العملاق أفاد مصر اقتصادياً، مشيراً إلى أن الحقل العملاق، سيحل أزمات الطاقة التى عانت منها مصر منذ عام 2010، وكلفتها مبالغ تتراوح بين 10 و12 مليار دولار سنوياً لاستيراد المنتجات البترولية، لسد احتياجات الأسواق ومحطات الكهرباء والمواطنين.
وأضاف «عفت» لـ«الوطن» أن اكتشاف حقل «ظهر» العملاق، بعد عمليات حفر لم تزد على عامين، يمثل ضربة موجعة للشركات الإسرائيلية، التى كانت ترغب فى تصدير الغاز إلى مصر بأسعار ما بين 8 و10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، فاستخراج إنتاج «ظهر» دمر كل مخططات الشركات الإسرائيلية.
ولفت إلى أن الحقل الواقع بمنطقة شرق البحر المتوسط، جعل مصر فى وضع اقتصادى قوى، خاصة لدى مفاوضاتها لاستيراد الغاز من دول أو موردين أو حتى من شركات البترول الأجنبية العاملة فى مصر، لافتاً إلى أن مصر مستمرة فى استيراد الغاز الطبيعى من الخارج لحين تحقيق الاكتفاء الذاتى بحلول عام 2019، وبعدها ستصبح دولة مصدرة للغاز إلى جميع دول العالم.
«عفت»: الكشف يخدم مصر اقتصادياً.. و«زهران»: يغُنى مصر عن استيراد الغاز فى 2019.. و«خدورى»: يضع مصر على أعتاب التحول لمركز إقليمى للطاقة
من جانبه، كشف الدكتور إبراهيم زهران، خبير البترول، أن حقل «ظهر» العملاق هو بمثابة «مفتاح الفرج» لإنقاذ مصر من أزمات الغاز المستمرة منذ أحداث ثورة 25 يناير.
وأضاف «زهران» لـ«الوطن»: «اتفاقية الحكومة وإينى الإيطالية بمنطقة (شروق) فى البحر المتوسط، تعتبر أعظم اتفاقية فى تاريخ البترول المصرى، فاحتياطى الحقل العملاق البالغ 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى، تعادل نحو 5.5 مليار برميل من المكافئ النفطى، كفيل أن يجعل مصر تكتفى ذاتياً من الغاز بحلول عام 2019».
وتابع: «لا داعى للقلق بشأن بيع إينى الإيطالية حصتها من الغاز بحقل ظهر العملاق بشرق البحر المتوسط، رغم أن لمصر الأولوية فى الحصول على حصتها من الغاز مقابل شرائها بالأسعار العالمية، ولكن المبلغ الذى طرحته إينى كان كبيراً على مصر وقتها فى ظل الظروف السابقة».
وأكد أن الغاز الذى سيستخرج من حقل «ظهر» ثقيل للغاية، قيمته الحرارية أعلى من الغاز الخفيف بأكثر من 500 وحدة حرارية، ولفت إلى أن الفترة المقبلة، ستشهد بكل تأكيد تكثيف شركتى «إيجاس» و«جنوب الوادى»، طرح المزايدات العالمية على الشركات العالمية، للبحث والاستكشاف عن غاز البحر المتوسط، قائلاً: «حقل ظهر العملاق بداية لتحول مصر إلى مركز إقليمى لتداول الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط».
وقال وليد خدورى، عضو منتدى أوكسفورد للطاقة، وأحد مؤسسى منتدى الطاقة العربى، إن صناعة الغاز الطبيعى فى المنطقة البحرية لشرق البحر الأبيض المتوسط تشمل المناطق الاقتصادية الخالصة للسلطة الفلسطينية، إسرائيل، قبرص، لبنان، وسوريا فى مراحلها الأولى، حيث لا تزال مرحلة الاكتشافات فى بدايتها، كما أن الإنتاج محدود، ورغم أن مصر ليست جزءاً من حوض «ليفانت» الذى يضم هذه الدول، فإنها تنضم جغرافياً إلى مجموعة غاز شرق المتوسط.
وأضاف «خدورى» لـ«الوطن»: «بدء إنتاج حقل ظهر العملاق نهاية العام الحالى، سيكون بوابة مصر لاستكشاف غاز البحر المتوسط حتى الآن، وسيضع مصر على بعد خطوة من التحول لمركز إقليمى لتداول الطاقة فى منطقة الشرق الأوسط، ومصر اجتهدت كثيراً فى منطقة البحر المتوسط بالتعاون مع الشركاء الأجانب وربنا أكرمها عشان شعبها طيب وأصيل».
وأشار إلى أن اكتشاف الحقل العملاق بشرق البحر المتوسط، من شأنه أن يحدث تغييراً جيوسياسياً لصناعة الغاز فى «شرق المتوسط»، خاصة أن حقل «ظهر» يعتبر أكبر حقل غازى تم اكتشافه فى مصر وفى البحر الأبيض المتوسط حتى الآن، مشيراً إلى أن تكلفة تطوير الحقل بعد إنتاجه تصل إلى ما لا يقل عن 7 مليارات دولار.
وتابع: «ما سينتجه الحقل المصرى من إمدادات غازية، سيسد عجزاً كبيراً فى ميزان العرض والطلب المصرى على الغاز، وسيفتح المجال أيضاً لتطوير صناعة الغاز فى مصر لتصبح المركز الرئيسى لصناعة غاز شرق المتوسط، خاصة أن هذا الحقل سيصبح عماد صناعة الغاز فى شرق المتوسط، لاعتماد خطة إنتاجه على ربط الحقل بشبكة من الأنابيب البحرية مع حقول صغيرة لشركة (إينى) فى مصر وقبرص وحقلين منتجين للغاز فى المياه الليبية، وإيصال هذه الشبكة بسوق الغاز الإيطالية وشبكة الغاز الأوروبية الممتدة عبر إيطاليا».
وأكد أن حقل «ظهر» سيجعل شركات النفط العالمية تهتم بالاستكشاف فى المياه القبرصية والمصرية المحاذية لحقل «شروق»، والتى تحتوى على تكوينات جيولوجية مشابهة لحقل «شروق»، ولكن عقبة مصر الوحيدة هى أنها بحاجة إلى المزيد من الغاز لتلبية الاستهلاك الداخلى المتزايد سنوياً، علاوة على مشاريع التصدير التى التزمت بها سابقاً، مثل محطتى الغاز المسال، وخط الغاز العربى. وأشار إلى أن حقل «ظُهر» سيفتح الباب أمام شبكة تصدير الحقول الغازية ذات الاحتياطات المحدودة، إلى جانب الحقول ذات الاحتياطات الأكبر، وأن الضخ سيكون عن طريق محطة الضخ المصرية المقرر إنشاؤها لمد السوق الأوروبية بما يحتاج، مضيفاً: «هذا الأمر سيفتح آفاقاً اقتصادية لم تكن متوفرة لها سابقاً، فى حال الاعتماد عليها فى التصدير».