مدير معهد المخطوطات العربية: لدينا أجيال تتكلم الإنجليزية ولا تفكر بها
فيصل الحفيان
قال الدكتور فيصل الحفيان، مدير معهد المخطوطات العربية، التابع لجامعة الدول العربية، عضو مجمع اللغة العربية بدمشق، إن جزءاً كبيراً من العربية أصبح ميتاً، لأنه لم يعد كثير من الناس يُدرك الفروق بين هذه الاستخدامات اللغوية، لأنه لم يعد هناك اهتمام بالعربية، فما بالك بهذه الفروق، أذكر أن الدكتور سعد مصلوح ذكر أنه فى الإنجليزية والروسية هناك قالبان للتعبير عن شىء واحد، يقابلهما فى العربية سبعة قوالب، لذا فإن ذلك كله يؤكد أن هناك ثراء على مستوى الألفاظ والدلالات والتراكيب. الكلام كثير حول اللغة العربية، فهناك من يرى أنها واحدة من اللغات السامية، هذا قول، وهناك من يرى أنها أُم اللغات السامية، وهذا قول آخر، وهناك قول ثالث يرى أن العربية أصل اللغات، لكن بلا شك ما هو مقطوع به عند علماء اللغات، أن اللغة العربية من اللغات المتصرفة، والشواهد موجودة، كذلك هى من أثرى اللغات على مستويات خمسة، هى الصوتية والخطية والنحوية والتركيبية والدلالية.
وأضاف "الحفيان" لـ"الوطن": "أهم التحديات التى تواجهها اللغة العربية هى سيطرة اللغة الواحدة، وجاذبية اللغة الإنجليزية تنبع من أنها لغة القوى، وهناك دائماً ترابط بين قوة اللغة وقوة صاحبها، فعندما يقوى صاحب اللغة تقوى اللغة، والعكس بالعكس، واللغة العربية اليوم تعيش فى حالة ضعف صاحبها، ولذلك أصبحت لغة ضعيفة، والنظرة إليها نظرة مستهجنة، وللأسف هناك فى عدد من المدارس يقولون إنه إذا فشل أحد الطلاب يتم تحويله إلى القسم العربى، على اعتبار أن الدارسين بالعربية هم الفاشلون، على الرغم من أن علماء التربية يقولون إن الإنسان لا يفكر إلا بلغته الأم، فالتفكير شىء والنطق شىء آخر، نحن حالياً لدينا أجيال تتكلم باللغة الإنجليزية لكنها ليس بالضرورة تفكر بها، ولدينا أجيال تتكلم باللغة العربية لكنها لا تفكر بها، وهناك علاقة طردية بين الفكر واللغة، فاللغة قد تكون أداةً وقد تكون مجالاً للتفكير، فإذا خلعنا ابن العربية من لغته الأم ووضعناه فى اللغة الإنجليزية، ليدرس العلوم والرياضيات والتاريخ وغيرها من المواد الدراسية بلغة أجنبية، فهو لن يفكر بها، لأنه يقوم بعملية مزدوجة، إذ يذهب بالفكرة إلى لغته العربية الأم ثم يحاول أن يركبها بالإنجليزية، وبالتالى يصبح الطالب مُشتتاً، لذلك فإن كثيراً من الطلاب يفشلون فى التفكير".