«زكريا».. يصنع طوب البيوت ويسكن فى «عشة بوص»
«زكريا» وأسرته أمام عشة البوص
قضى نصف عمره داخل مصنع للطوب، يصنعه ويحمله فوق ظهره لمواقع البناء حتى تشيّد العمائر والبيوت، بينما يتستر هو تحت سقف «عشة» من خشب «البوص» مغطاة بقطع القماش المرقع، على حافة ترعة متطرفة من مركز العياط التابع لمحافظة الجيزة، يقاسى زكريا السنباطى، وأفراد أسرته المكونة من 7 أفراد، برودة الشتاء وحرارة الصيف منذ 17 عاماً: «فضلت فى مصنع الطوب نحو 30 سنة، بشيل على ضهرى لحد ما اتقطم وما عرفتش أبنيلى أوضة».
زوجته: «نفسنا فى أوضة تحمينا من البرد»
يأكل الجميع وينامون ويقضون حوائجهم فى تلك المساحة الضيقة، بعد أن فقد الأب ما جمعه على مدار سنوات لشراء قيراط أرض يبنى فوقه بيتاً صغيراً: «جمعت 10 آلاف ووقعوا منى، جتلى جلطة والمصنع ركنّى على الرف»، ألم جديد سكن قلبه، وحلم ظل فى طى الكتمان، ليبدأ رحلة عمل جديدة تجلب له الحياة، من خلال تجميع «الكرتون» من الشوارع والمحلات وبيعه: «النص طن بـ500 جنيه بجمعهم أنا وولادى فى 15 يوم». يدفع الرجل الستينى 250 جنيهاً شهرياً إيجاراً للضرائب العقارية، مقابل البقاء فى عشته: «الأول كنت بدفع 125 جنيه، دلوقتى وصلت للضعف، بيجى مندوب ياخدهم كل أول شهر»، ينام فى الخلاء تاركاً العشة الصغيرة لأولاده وزوجته، بحجة أنه لا يحب «الخنقة»، يتحامى فى لحاف وبطانية أتيا من أهل الخير: «ربنا بيحنن قلوب الخير علينا»، رحلت فتاته الوحيدة «تبارك» أمام عينه قبل 7 سنوات، فى حادثة سير: «كان نفسها تنام على سرير».