الجودة بالموجودة.. عربة «مظلوم» تنقل المرضى وتزف العرائس بالمجان

الجودة بالموجودة.. عربة «مظلوم» تنقل المرضى وتزف العرائس بالمجان
- ارتفاع أسعار
- الأوضاع الاقتصادية
- الحمد لله
- سائق تاكسى
- غسيل كلوى
- كبار السن
- أدوية
- أسر
- ارتفاع أسعار
- الأوضاع الاقتصادية
- الحمد لله
- سائق تاكسى
- غسيل كلوى
- كبار السن
- أدوية
- أسر
حكاوى الناس لا تنقطع داخل صالون عربته الصغيرة، يعرف أدق التفاصيل دون رغبته، لكن أكثر ما يؤلمه حديث المرضى بشأن ارتفاع أسعار الأدوية وعدم قدرتهم على دفع كل التكلفة، فالمريض يحتاج إلى عربة تنقله، وخدمة فى المستشفى، وأدوية لعلاجه. ليقرر يحيى مظلوم أن تكون عربته فى خدمة أى مريض غير قادر على دفع مستحقاتها المالية.
قبل سنوات كان «يحيى» مجرد سائق تاكسى، يتحرك به طيلة يومه بحثاً عن ركاب يقلهم. يعرف أماكن الزحام وتجمعات المتوجهين إلى أماكن نائية، ويدرك الفارق بين زبون وآخر من الناحية المادية فيتساهل مع هذا ويأخذ حقه كاملاً من ذلك: «التاكسى معايا من فترة، كنت كل كام يوم أطلع حاجة لله، بس الظروف بقت صعبة والفلوس اللى جاية على قد اللى رايح»، يحكى الشاب مسوغات قراره الذى أخذه منذ فترة وجيزة: «فيه ناس بتدفع شهرياً 700 جنيه أدوية، والمواصلات لوحدها قد الرقم ده، خاصة لكبار السن اللى مايقدروش على دوخة المواصلات»، قالها الشاب ذو الـ27 عاماً، الذى يشكو هو الآخر من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لكنها لم تقف مانعاً ضد رغبته فى التبرع للمرضى ببنزين سيارته.
«عندى ولدين وقاعد فى شقة صغيرة على قدى، بس طالما نويت أعمل حاجة لله فأنا متأكد إنه هيعينى»، قالها «مظلوم»، الذى يعرف مريضاً يحتاج إلى غسيل كلوى كل 3 أيام، وتكلفة المشوار وحده 120 جنيهاً: «طب ده قادر يدفع، غيره ميقدرش على ده». يملك الشاب بالشراكة مع إحدى قريباته سيارة موديل 2016 يعمل بها فى توصيل البعض: «عشان أقدر أحسن وضعى المالى وأصرف على أسرتى، والحمد لله برضه شغلتها فى نقل المرضى لو التاكسى مش فاضى».
لم تتوقف خدمة الشاب للآخرين عند تحركات المرضى للمستشفيات، فالمقبلون على الزواج أيضاً يستطيعون طلب العربة منه مجاناً: «ظروف الشباب صعبة، واللى بيعرف يجهز نفسه بيبقى فى عرض جنيه، وعشان كده موفر لهم ده بالمجان». يبلغ ثمن إيجار عربة لزفة عريس فى المتوسط 500 جنيه: «ببقى كده عملت حاجة لله وعلى قد مقدرتى».