"التوريث عليهم حق".. عودة "القذافي" و"صالح" رغم "القتل والربيع"
سيف الاسلام
بعد مرور 6 سنوات على اندلاع الثورة الليبية، ومقتل معمر القذافي، تلاها اعتقال نجله سيف الإسلام، كان اسم سيف الإسلام حاضرا في مرات عديدة، ظهر خلالها على شاشات التلفاز الليبي يدافع عن والده، ويبرئ نفسه من ارتكاب أي جرائم أو ظلم الشعب الليبي، حتى تم إطلاق سراحه يونيو الماضي.
وترددت منذ ذلك الحين أنباء عن بقاء نجل القذافي في ليبيا، مخططا للعودة إلى المشهد السياسي مرة أخرى، كان على رأسها تقرير صحيفة الجارديان الذي قالت فيه إن سيف الإسلام يسعى إلى العودة إلى الحياة السياسية، ويزعم أنه يقود حملة عسكرية ضد جماعات إرهابية حول طرابلس.
ويأتي إعلان باسم الهاشمي الصول، المتحدث باسم القبائل الليبية وعائلة القذافي، اليوم، أن سيف الإسلام ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في ليبيا، المزمع عقدها خلال العام المقبل 201، تأكيدا لهذه الأنباء.
ولا يعد "سيف الإسلام" العائد الوحيد إلى السياسة بعد سقوط نظامه والده، وقتله علي يد أعدائه، حيث سبقه في ذلك الأمر أحمد صالح، نجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
عاد اسم أحمد صالح، ليتردد بقوة لخلافة والده على الساحة اليمنية، خاصة بعد اختلاف الأب مع الحوثيين واغتياله على أيديهم، حيث أصدر بيانا توعد فيه بقيادة القتال ضد الحوثيين، حتى يخرج آخر حوثي من اليمن، متوعدا بالثأر لأبيه.
كما توجه بحديثه إلى الشعب اليمني وحزب المؤتمر الشعبي العام، مطالبا إياهم بالاصطفاف لأجل محاربة الحوثيين، متعهدا بأن دماء والده "ستكون جحيما يرتد على أذناب إيران"، داعيا "إلى استكمال معركة الوطن ضد الحوثي" واستعادته من "الميليشيات الحوثية الإيرانية".
رافق ذلك تدشين عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تنادي بترشيح أحمد صالح لخوض الانتخابات الرئاسية، يدعمها عدد من القبائل اليمنية، حتى قبل مقتل والده، حيث ترى فيه السبيل لإنقاذ البلاد من الوضع الحالي.
وعلق عبد المهدي مطاوع، باحث في منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي، أن العامل الأول في هذه لقضية مرتبط بتوازنات القوى على الأرض التي قد تميل فيه إلى الكفة إلى صالح الأنظمة السابقة بعض الشيء، بالإضافة إلى المصالح الدولية والإقليمية.
ويوضح "مطاوع" أن ذلك الخيار تدعمه حالة اليأس التي انتابت الشعوب العربية، حيث لم تر تغييرا ملحوظا على أرض الواقع بعد سنوات من ثورات الربيع العربي، مشيرا إلى أن المراهنة على عدم كفاءة أو صلاحية الموجودين في الأنظمة السابقة بات أمرا صعبا، في ظل تحول الأوضاع إلى الأسوأ.
وعن الشأن الليبي أكد أن الوضع هناك يدعم نجاح "سيف الإسلام"، حيث بات الاستقرار خيار الليبيين الأول بعد سنوات من الصراع، بغض النظر عن الأسماء وخلفية الشخصيات، كما أن قبيلة القذافي تتمتع بنفوذ وعلاقات واسعة في البلاد.
وتوقع أن يحظى نجل القذافي بدعم الجزائر ودول أخرى في شمال إفريقيا، في حال تقديمه آليات واضحة لإعادة الاستقرار وتهدئة الأوضاع هناك.
أما فيما يتعلق بالشأن اليمني، فقد أوضح "مطاوع" أن التحالفات اليمنية متأثرة بعلاقات قبلية وتركيبات عقائدية أكثر تعقيد، حيث استطاعت إيران خلال الفترة الماضية الحصول على ولاء العديد من القبائل.
وذكر الباحث في منتدى الشرق الأوسط، أنه في ظل تحدث العديد من الأطراف عن الأخذ بثأر علي عبد الله صالح، أصبح من الصعب توافق اليمنيين على شخصية واحدة تتمتع بصلاحيات واسعة لقيادة المشهد بأكمله، مشيرا إلى صعوبة التنبؤ بالسيناريوهات المستقبلية، لكن المؤكد أنه لا يمكن حسمها عسكريا.