ما يعرفه الكثيرون عن أبواب القاهرة أن جوهر الصقلي هو من بناها، وأن بدر الجمالي وزير الخليفة المستنصر بالله هو من أعاد بناءها وطور في معمارها كي تصبح حصونًا منيعة وقت الحروب وليست مجرد أبواب للدخول لمدينة الحاكم وثمة أبواب 3 هي التي علقت أسمائها بأذهاننا وهي أبواب "الفتوح والنصر وزويلة".
لعل السبب في ذلك يرجع إلى استمرار بقائها حتى اليوم على عكس أبواب أخرى اندثر أثرها ولم يبق منها شيء سوى أسمائها التي انتقلت في الغالب إلى الأحياء التي احتضنتها يومًا وما لايعرفه الكثيرون أن الأبواب التي بناها الفاطميون لم تقتصر على الثلاثة أبواب المعروفين فقط، لكن القاهرة احتضت ما يزيد على العشرين بابًا منها من بناها الفاطميون ومنها من بناها خلفاؤهم ومنها..
1– باب زويلة
ترجع تسميته بـ"زويلة" نسبة إلى قبيلة من البربر تسمى "زويلة"، والتي استقرت بالقرب من البوابة، ودخل أمير المؤمنين الخليفة المعز لدين الله قبل ألف عام إلى عاصمته الجديدة، التي أمر بتأسيسها "القاهرة".
وعلى باب "زويلة" شُنق "طومان باي" سلطان مصر، وبطل نضالها وقائد مقاومتها ضد الغزو العثماني، وعلقت جثته على الباب لمدة 3 أيام، حتى أن البعض في مصر يتخذ من هذه الحكاية عبرة، ويقولون في صيغة تهديد وتهكم "هعلقك على باب زويلة".
2– باب الفتوح
شيده القائد جوهر الصقلي في العام 480 هجرية الموافق عام 1087 ميلادية بالقرب من حارة تعرف بحارة "بين السيارج"، وعندما قام الوزير بدر الدين الجمالي بتجديد أسوار القاهرة أعاد تشييد الباب في موضعه القديم.
3– باب النصر
يقع باب النصر بالقرب من باب الفتوح، وفي بدايته كان مخصصًا في عصر الخليفة المستنصر بالله الفاطمي لدخول الجيوش الظافرة إلى القاهرة سواء التي انطلقت من مصر لمواجهة الصليبيين أيام الفاطميين والأيوبيين أو الجيوش التي غزت مصر أيام العثمانيين.
4– باب الخلق
أنشئ هذا الباب أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب عام (639 هـ 1241م) وكان اسمه أول الأمر "باب الخرق" كان يفتح عليه ميدان باب الخلق، لكن لاستهجان كلمة الخرق حيث إن هذا الميدان كان يمر به الكثير من الخلق استبدلت مصلحة التنظيم في عهد الخديو إسماعيل هذه الكلمة، وسمي بميدان باب الخلق، والذي يعرف الآن بميدان أحمد ماهر.
5– باب قايتباي
يقع في نهاية شارع السيدة عائشة من الجهة القبلية تم بناؤه عام أقيم عام (899 هـ – 1494 م)، وأطلق عليه هذا الاسم، لأن الملك الأشرف قايتباي هو الذي جدد الباب الحالي وسُمي أيضا بباب السيدة عائشة.
6– باب الحسينية
أقيم على رأس الطريق الموصل من باب الفتوح حتى ميدان الجيش المعروف الآن بشارع الحسينية، وشارع البيومي، وهُدم هذا الباب عام 1895.
7– باب الغوري
باب شاهق مرتفع أمر بإنشائه السلطان الملك الأشرف أبوالنصر قنصوة، ويحلى عقده بمقرنصات أحيطت بزخارف كما غطي بمقرنصات تنتهي بطاقية بها لفظ الجلالة، ويقع هذا الباب في منتصف سوق خان الخليلي، وهو موجود حتى الآن على حاله وبنقوشه وكتاباته القديمة.
8- باب البرقية
أنشأه جوهر القائد عام 359 هـ، ونسب إلى طائفة من الجنود القادمين من مدينة "برقة" وسمي الباب في عصور لاحقة باسم "باب الغريب" نسبة إلى مسجد الغريب الذي بُني الباب بجواره عندما أقيم السور الأول غير أنه هدم عام 1936، ثم أنشئت مكانه جامعة الأزهر أما باب برقية الثاني فقد أنشأه صلاح الدين الأيوبي عام (569 هـ – 1184م) في سور القاهرة الشرقي المشرف على الصحراء الشرقية، بهدف توسيع القاهرة من الجهة الشرقية.
9– باب الشعرية
عرف بهذا الاسم نسبة إلى طائفة من البربر كانوا يسمون "بني الشعرية"، وكانوا يقيمون بجواره وهو أحد بابين كانا في جزء من السور الشمالي الذي شيده بهاء الدين قراقوش وزير السلطان صلاح الدين الأيوبي، وظل "باب الشعرية" قائما إلى أن أزيل سنة 1884، بسبب تصدع مبانيه وبسبب افتتاح وإنشاء شوارع وطرقات جديدة مكانه، وانتقل الاسم إلى الحي الشعبي الكبير الذي يقع بين أحياء الجمالية والفجالة والأزبكية.
10- باب الوزير
أنشئ في عهد صلاح الدين، ويقع في المسافة الواقعة بين الباب المحروق وبين قلعة الجبل فتحه الوزير نجم الدين محمد قلاوون عام (842 هـ 1341 م) لذلك عرف بباب الوزير، وإليه ينسب شارع الوزير وقرافة باب الوزير وهو لا يزال قائمًا حتى يومنا هذا.
11- باب خان الخليلي
أنشأه الأمير سيف الدين جركس الخليلي في عصر الملك الظاهر برقوق ولا يزال مدخله العظيم على حاله بنقوشه وكتاباته، وقام السلطان الغوري بإنشاء بوابتين كبيرتين حافلتين بالزخارف، ولا يزال اسم الغوري وألقابه باقية حتى الآن.
12- الباب المحروق
وسمي بالباب المحروق لأن إحدى فرق المماليك البحرية التابعة للأمير المملوكي اسمه "أقطاي"، كانت تريد الفرار ليلاً من القاهرة بعد أن علمت الفرقة بمقتل أميرها، وعندما وصل هؤلاء المماليك إلى هذا الباب وجدوه مغلفا لأن أبواب القاهرة كانت تغلق كلها بعد غروب الشمس فقاموا بإحراق الباب وتدميره ليتمكنوا من الهرب والفرار من المماليك الذين كانوا يتعقبونهم.
13– بوابة الملكة صفية
وأنشئت عام 1610 في ميدان الملكة صفية المتفرع من شارع محمد علي.
14– باب حارة المبيضة
أنشأه الأمير محمد كتخدا وأخوه ذو الفقار في عام 1084هـ الموافق 1673م في شارع الجمالية.
15– باب العزب
أنشأه الأمير رضوان كتخدا الجلفي عام 1168هـ الموافق 1754م، وموقعه في ميدان صلاح الدين بالقلعة.
16– باب السعادة
أمر ببنائه جوهر القائد عام 969، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى "سعادة بن حيان" غلام المعز لدين الله الفاطمي.
17– باب القنطرة
سمي نسبة للقنطرة التي بناها جوهر الصقلي فوق مجرى الخليج المصري، لتصل بين الأحياء الشرقية للقاهرة وأحيائها الغربية في منطقة "المقس" في موضع حي الأزبكية الآن، وفي مواجهة باب القنطرة.
18- باب الفرج
بني في سور القاهرة الجنوبي إلى جانب ضريح "الست سعادة" في الزاوية الجنوبية الغربية لمديرية أمن القاهرة، ولم يعد موجودًا الآن.
19– باب الخوخة
بناه جوهر الصقلي في سور القاهرة الغربي في اتجاه جامع القاضي يحيى زين العابدين، كما عرف أيضا باسم باب "خوخة ميمونة" وحاليا يعرف باسم باب "العز"، وهو يطل على ميدان "صلاح الدين"، وتم تجديده على يد الأمير "رضوان كتخدا الحلفي" عام 1747.
20– باب الأخضر
هو كتلة من البناء بالحجر المنحوت توازى الواجهة الجنوبية الغربية لمشهد الحسين قرب الناصية الجنوبية لحجرة الضريح وكان يسمى قبل ذلك باب الحسين.
21– باب السر
وسمي بهذا الاسم لأنه كان مخصصًا لدخول وخروج الأمراء وموظفي الدولة المهمين، مثل الوزير وكاتب السر ومعروف حاليا باسم "الباب الوسطاني"، وكان يفصل بين دهليز باب القلعة العمومي وجامع الناصر محمد بن قلاوون.
22- باب البحر
أطلق هذا الاسم على بابين أحدهما باب من أبواب القصر الفاطمي الشرقي الكبير، والثاني باب من أبواب الأسوار الأيوبية لمدينة مصر عاصمة الديار المصرية، حيث أمر ببنائه السلطان صلاح الدين الأيوبي عام 1174 في آخر سور القاهرة الشمالي من الناحية الغربية.
وسمي بهذا الاسم لقربه من النيل، وكان يعرف أيضا باسم "باب القشي" و"باب المقسي"، وبقيت آثاره حتى سنة 1847، ثم تم هدمه بأمر محمد علي.
تعليقات الفيسبوك