كروشيه فى المترو: الزحمة أم الاختراع
«أسماء» تشغل الكروشيه فى المترو
الزحام الشديد داخل عربة السيدات فى المترو، لم يمنع أسماء أحمد من ممارسة هوايتها، تنعزل عما يدور حولها، وتنشغل بالإبرة والخيوط المتراصة بجانبها بألوانها المبهجة، لتصنع أشكالاً مختلفة من قطع الكروشيه. تعمل «أسماء» مُدرسة لغة عربية، تشغل وقت فراغها أثناء عودتها من عملها بعمل الكورشيه من أجل الهواية والتسلية فقط، وليس بغرض الربح: «أنا باسلِّى وقتى وأنا راجعة من شغلى، وباعمل الحاجات دى لأولادى مش ببيعها».
حبها لأعمال الكروشيه يجعلها قادرة على التركيز فى كيفية إخراج شكل مميز مع ألوان متناسقة: «دايماً لما باحس إن فيه مكان أقدر أقعد فيه فى المترو بانسى نفسى وممكن تعدى محطتى وآخد بالى بعدها». تتابع دائماً كل جديد فى عالم «الكروشيه»: «لما باشوف حاجة جديدة اتعملت سواء فى السوق أو الفيس بوك سواء للبس أو البيت باعملها حتى لو هتاخد وقت».
أثناء عملها بالمترو، تلفت الأنظار ويتساءل البعض: هل تصنعها لنفسها أم تكسب من ورائها؟: «كذا مرة بنت تيجى تسألنى، إنتى بتبيعى الحاجات دى نقدر نشترى منك؟ باقول لهم مش للبيع أنا غاوية وباعلّمهم يعملوها إزاى». تعلمت فن الكورشيه من والدة زوجها وبمرور الوقت صنعت العديد من القطع مثل «بلوفر، جلافز، كوفية» وغيرها: «حماتى علمتنى إزاى أمسك إبرة الخيط والبكرة، كنت الأول باخد وقت فى أى حاجة حتى لو صغيرة بس دلوقتى ممكن أعملها بسرعة». وفرت «أسماء» الكثير من الأموال: «الحاجات اللى بنعملها من الكورشيه اقتصادية وبتوفر فى الفلوس خاصة فى لبس الشتاء».