"السادات" عاشق "أسمهان".. حفظ أغانيها عن ظهر قلب وأنقذته من "الحاج"
"السادات" عاشق "أسمهان".. حفظ أغانيها عن ظهر قلب وأنقذته من "الحاج"
محمد أنور السادات
لم يخف ولعه بالفن وحب الظهور أمام الكاميرات، وكانت هذه الحقيقة واضحة للمقربين له، فكان ممثلا موهوبا على مسرح المدرسة الثانوية، ومتابعا جيدا لأفلام السينما، وحافظا لكثير من أغاني رموز الفن.
الشاب محمد أنور السادات، الذي أرسل بياناته الشخصية للتقدم في إحدى المسابقات التي تطلب وجوها شابة حسب طلب الفنانة "أمينة محمد"، وصف نفسه في طلب الانضمام للمسابقة بالشاب الطويل الوسطي الرفيع ذو صدر مناسب وسيقان قوية مناسبة، يجيد التحكم في صوته، فتارة يقلد صوت "يوسف وهبى" وتارة آخرى يقلد صوت "أم كثلوم"، كما جاء في مقال نادر نشرته مجلة صباح الخير بتاريخ 5 ديسمبر1996 نقلا عن مجلة "فصول" التي كان يصدرها الكاتب الكبير "محمد زكي عبد القادر".
رغم إقلاعه عن هذه الهواية، بعد التحاقه بالكلية الحربية، إلا أنه ظل محافظا عليها داخله، حتى كانت هواية "التمثيل" وحب الفن والفنانين سببا في إنقاذه من مأزق حقيقي أثناء فترة هروبه من المعتقل عقب طرده من الجيش.
يقول السادات حسبما جاء في المقال: "شاءت المقادير أن أطرد من الجيش، ولم أكن خدمت سوى 4 سنوات، واعتلقت عقب طردي مباشرة، وأمضيت أكثر من سنتين ثم هربت من المعتقل، وهنا كان عليا أن أمثل أدوارا حقيقية على مسرح الحياة وأنا هارب حتى لا يقبض عليا البوليس".
حبه للتمثيل وتقليد الأدوار المختلفة استغله في كثير من المواقف بعيدا عن مسرح المدرسة، فكان خير منقذ له عندما كان جالسا في أحد الليالي على قهوة "المحطة" بمنطقة أبي كبير، وكان حينها يتخفى بين أهالي المنطقة بشخصية مقاول طوب وعرف بينهم باسم "الحاج محمد نور الدين"، ذي ذقن صغير ويرتدي جلابية وعمامة وقفطانا، وشاء القدر أن يجلس معه على نفس الترابيزة مقاول آخر أدى فريضة الحج في ذلك العام، ولم يجد أمامه وسيلة سوى "التمثيل" ليتهرب من سؤاله عن مواقف صادفته خلال رحلة الحج.
بدأ المقاول يشرك "السادات" معه في حواره عن فريضة الحج وما زاروه من أماكن هناك، ويستشهد به على أنه زار هذه الأماكن من قبل، حتى شعر السادات بالحرج الشديد.
ويقول"السادات":"بدأت أعصف فكري علني أستطيع أن أجمع شتات أي حديث عن الحجاج، وفجأة تذكرت أسطوانة أسمهان عن الحج "عليك صلاة الله وسلامه"، وهنا كانت هذه الأغنية منقذا له.
"عليك صلاة الله وسلامه" قدمتها الراحلة أسمهان، من تأليف بديع فخري وألحان الفنان فريد الأطرش، وتتضمن الأغنية: "عليك صلاة الله وسلامه .. شفاعة يا جد الحسنين، وإمتى عيني تشوف منظركم يا مأذنتين فوق الحرمين".
"كنت أنا ومازلت من المعجبين بصوت أسمهان وبأدائها وكنت أحفظ أغانيها"، هكذا وصف السادات حبه الشديد للفنانة الراحلة أسمهان، وبدأ يتحدث بكلمات الأسطوانة في إلقاء عميق وفيه خشوع حتى يسيطر على الجو، حسب قوله.
وبدأ السادات أو كما عرف بين أهل المنطقة بـ"الحاج محمد نور الدين"، يلقي كلمات الأغنية خالقا بها حالة من الحديث عن الحج والحجاج، حتى جاء موعد قطار التاسعة فاستأذن كي يقابل صديقا له، تاركا الجلوس على القهوة يهمهمون بالكلمات من قدسية الحديث.