"السادات" و"كشكش بيه".. صداقة على خشبة مسرح الريحاني "نافذة الأحرار"
"السادات" و"كشكش بيه".. صداقة على خشبة مسرح الريحاني "نافذة الأحرار"
فرقة نجيب الريحاني
كان لنجيب الريحاني عشق خاص داخل نفس الرئيس الراحل أنور السادات، يلجأ لمسرحه ليستنشق هواءً حرًا، حسب ما عبر عن حبه وتقديره لفرقة الريحاني.
بعد فترة من قيام ثورة يوليو بادرت فرقة الريحاني للاحتفال بذكراها، وحرصت الثورة على المشاركة في هذا الاحتفال، وذكرت مجلة صباح الخير في عددها الصادر 5 ديسمبر 1996، أن جمال عبدالناصر أوفد نيابة عنه وجيه أباظة، أما عضو مجلس قيادة الثورة أنور السادات فقد ذهب بنفسه مشاركًا ومتحدثًا في هذا الاحتفال.
كانت كلمة "السادات" نابعة من قلب فنان مفتون وعاشق للريحاني، بدأ كلمته بتحية مسرح الريحاني "نافذة الأحرار"، وأضاف: "نعم كان مسرح الريحاني دائمًا أبدًا نافذة للأحرار يستنشقون منها عبير الحرية، كان ذلك أيام سطوة الإنجليز وأثناء حدة استعمارهم وكان ذلك في ثورة عام 1919، وهم يعيثون في البلاد فسادًا، في تلك الفترة الرهيبة من تاريخ الوطن كان الهتاف باسم مصر يتردد مدويًا عذبًا من بين جنبات مسرح فرقة نجيب الريحاني، فقد كانت روايات الريحاني حينذاك دروسًا في الوطنية والثورة على الاحتلال ووجوب الاتحاد والعمل، وتعالوا بنا بعد ذلك إلى عهد فاروق إلى عهد الفسق والفساد.. عهد الرشوة والمحسوبية وحكم الخدم.. من كان يجرؤ حينئذ على أن يقول الحق أو ينتقد؟! كان أكثر الكُتاب يطبلون للعهد ويزمرون ويضللون الرأي العام المسكين، أما هذا المسرح فقد أصر على موقفه، ولم يتنازل عن مثله الأعلى".
واعترف أمام الجميع بقوله: "كثيرًا ما ضقت بالحياة وما أشهد فيها من مهازل، وكثيرًا ما شعرت بأنني أكاد أختنق في ذلك الجو المشبع بدخان الرذائل والخبائث.. فكنت لا أجد مهربًا ومتنفسًا إلا في هذا المكان حيث أضحك ساخرًا من المفسدين، وحيث تنطلق روحي هازئة منهم منفسة عن آلامها وغلها وحفيظتها".