"روسيا اليوم": جواتيمالا لها تاريخ خاص مع إسرائيل
سفارة جواتيمالا بالقرب من تل أبيب
ذكرت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية، أنه يمكن القول إن جواتيمالا لها تاريخ خاص مع إسرائيل، فهي أول دولة كان لها سفارة في القدس، عملت هناك لنحو 30 عاما، بل وامتدت الروابط إلى ما قبل قيام إسرائيل.
وكانت جواتيمالا من بين أولى الدول التي اعترفت بإسرائيل، وقد أقامت لها سفارة في القدس عام 1955، وفي ثمانينيات القرن الماضي نقلت البعثة الدبلوماسية الجواتيمالية إلى تل أبيب.
وفي 16 يونيو 1947 زار وفد من 11 دبلوماسيا يمثلون لجنة الأمم المتحدة فلسطين لدراسة الوضع هناك، بينهم مسؤول جواتيمالي يدعى خورخي جارسيا جرانادوس.
وكانت هذه الزيارة بمثابة الحبل السري الذي ربط هذا الدول اللاتينية بإسرائيل وبما أن هذا المسؤول الجواتيمالي كان في منصب سفير بلاده لدى الأمم المتحدة، فقد صوّت أولا داخل اللجنة لصالح قرار تقسيم فلسطين الذي اتخذ بأغلبية 7 أصوات من أحد عشر.
وفي الجمعية العامة، صوت السفير الجواتيمالي أيضا ضمن 33 مندوب دولة لصالح خطة التقسيم في 29 نوفمبر 1947، بل وأجرى مباحثات مع مندوبي دول أمريكا الجنوبية في الأمم المتحدة كي يصوت الجميع في كتلة واحدة لصالح هذا القرار، ألف جرانادوس كتابا بعنوان "كيف ولدت دولة إسرائيل"، ومكافأة له أطلق اسمه على شوارع في مدن القدس، ورمات جان، ونيتانيا.
في عام 1958 تقرر تسمية أحد شوارع القدس في حي كريات يوفيل، باسم جواتيمالا، فيما سميت في ذات الوقت، ساحة في غواتيمالا باسم إسرائيل، والتعاون العسكري بين إسرائيل وغواتيمالا بدأ عام 1971، وبلغ ذروته عام 1977، حين جمّد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر المساعدات العسكرية لجواتيمالا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
وتقول تقارير إن إسرائيل زودت جواتيمالا مطلع ثمانينيات القرن الماضي بأسلحة كانت استولت عليها من الفلسطينيين.
يذكر أن جواتيمالا كانت مسرحا للعديد من الانقلابات التي دبرت بعضها الاستخبارات المركزية، مثلها مثل جاراتها في هذه المنطقة التي تعرف بـ"حديقة الولايات المتحدة الخلفية".
وشهدت هذه البلاد بالخصوص حربا أهلية طاحنة في ثمانينات وأوائل تسعينيات القرن الماضي، قتل خلالها أكثر من 200 ألف شخص معظمهم من السكان الأصليين، وقد استعملت الحكومة المدعومة أمريكا، خلال تلك الأحداث المأساوية ما يعرف بفرق الموت للتخلص ممن تعدهم خصومها.
ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى أن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون كان أعلن عام 1999 أن بلاده أخطأت حين دعمت الجيش الجواتيمالي الذي ارتكب مجازر وحشية في حق المدنيين.