بالصور| "العم محمد" 40 عاما في تلميع الأخذية: "المهنة بتنقرض"
محمد إبراهيم ونجله
مع كل إشراقة شمس، يخرج من منزله قاطعًا 15 كيلومترات، منتظرًا زبائنه من الموظفين والطلاب قبل ذهابهم للعمل والكليات وأيضًا في العودة، رافضًا ترك مهنته التي تعلمها منذ نعومة أظافره.
محمد إبراهيم، أو "العم محمد"، كما يطلق عليه بين زبائنه، ابن محلة مسير، إحدى قرى مركز قطور، بمحافظة الغربية، يعمل في تلميع الأحذية منذ أن كان طفلًا، ورغم مرضه يحرص على التواجد يوميًا في ميدان الساعة بقطور قبل السادسة صباحًا، متابعًا: "أنا والزبون اتعودنا على بعض، مينفعش يوم مكنش موجود، بلمع أحذية وعمري 10 سنوات".
وأضاف صاحب الـ55 عامًا، أن مهنة تلميع الأحذية تنقرض بسبب محاربة الإشغالات لهم بدعوى إشغال الطرق وتشويه الميادين وعدم الحصول على رخصة، وارتفاع المواد الخام، والاعتماد على الكورنيش الجاهز، إلى جانب انتشار لبس الكوتشي "تلميع الأحذية أيام زمان كان فيها بركة، لبس الكوتشي كان نادر، فيه ناس كانت بتعتبر لبسه عيب".
وأشار، إلى أن عدد العاملين في مهنة تلميح الأحذية، ينخفض بسبب ضعف العائد اليومي: "من 5 سنوات كنا في الميدان 7 عمال دلوقتي إحنا 3، كنا بنرجع بيوتنا ومعانا 50 و60 جنيهًا، دلوقتي لو كملنا الـ30 جنيهًا يبقى إنجاز".
ولفت إلى أن اللميع الجاهز يؤثر على الجلد ويقصر من العمر الافتراضي للحذاء: "الأحذية بيتلف جلدها بسبب الورنيش المستورد المضاف عليه تنر وبنزين، بينما الأفضل للحفاظ على جلد الحذاء استخدام الورنيش المحلي المضاف عليه فقط صبغة، إلى جانب الحصول على تلميع أفضل".
وبين، أن تلميع الأحذية هي مهنته الوحيدة، ورغم التعب والمشقة التي يعانيها يوميًا بعد استئصال الكلى، لكنه لا يقدرعلى ترك مهنة ظل فيها 40 عامًا، لافتًا إلى أنها مصدر رزقه الوحيد ولديه أسرة من 5 أفراد، منها 3 أبناء، أحدهم يساعده في تلميع الأحذية بعد خروجه من التعليم بسبب إعاقته الذهنية، "حاولت كتير أعلمه مهنة أخرى منفعش شغلته معايا".