الملحق التجارى العراقى: أكثر من 30 مذكرة تفاهم ننتظر توقيعها مع مصر
صورة لما نشرته «الوطن»
أكد حيدر نورى جبر، الملحق التجارى العراقى بالقاهرة، ترحيب وسعى الوزراء العراقيين لمشاركة مصر فى إعادة إعمار العراق، مشيراً إلى أن وزيرَى الصناعة والتجارة العراقيين كانا حريصين فى زياراتهما المتكررة للقاهرة على طلب ذلك، مشدداً على أن الرغبة العراقية فى المشاركة المصرية موجودة لدى كافة المسئولين الحكوميين بالعراق، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادى.
وأشار الملحق التجارى العراقى بالقاهرة إلى أنه تم إرسال وفد مصرى مكون من 10 رجال أعمال من الاتحاد العربى للمجتمعات العمرانية إلى بغداد منذ 3 شهور لبحث فرص الاستثمار التقوا خلال الزيارة بوزيرة الإعمار والإسكان العراقية ووزيرَى التجارة والصناعة وهيئة الاستثمار ورئيس صندوق إعادة الإعمار، وسيتم إرسالهم مرة أخرى لاستكمال العقود التى بدأوها فى الزيارة الأولى، كما سيتم تنسيق مقابلة بينهم وبين رئيس صندوق إعادة إعمار العراق.
«جبر»: استقبلنا وفداً مصرياً من 10 رجال أعمال وقّعوا عقود عمل.. وشركة المقاولون العرب تعمل فى بغداد.. و«بتروجت» فى مدينة البصرة
وأضاف «جبر» أن رجال الأعمال المصريين مقرر أن يكون لهم لقاء مع محافظ ديالى وبعض الشركات العراقية وآخرين، متوقعاً أن تخرج الزيارات بنتائج ممتازة، إضافة لذلك فإن هناك أكثر من 30 مذكرة تفاهم اقتصادية وثقافية وفنية سيتم توقيعها بين العراق ومصر من خلال اللجنة المشتركة، برئاسة رئيسَى الوزراء المصرى والعراقى، مشيراً إلى أن «الجانب العراقى أعطى موعداً للجنة، لكن جرى التأجيل لأكثر من مرة من الجانب المصرى، ونحن الآن فى انتظار تحديد الموعد لعقد اللجنة، وخلال الفترة الماضية كانت مذكرات التفاهم ترسل من العراق إلى مصر ويُجرى عليها بعض التعديلات ويعاد إرسالها من خلال سفارة العراق والملحقية التجارية العراقية إلى الجهات المعنية».
وأشار الملحق التجارى العراقى بالقاهرة إلى أن الطريق البرى الذى يربط مصر بالعراق تم فتحه منذ نحو أكثر من شهر، قائلاً: «الطريق يبدأ من نويبع فى مصر، مروراً بالعقبة فى الأردن، ثم طريبيل بالعراق، وينتهى فى بغداد العاصمة، ويوفر تكلفة النقل أفضل من النقل البحرى، ووزير التجارة المصرى طارق قابيل قدم دعماً للصادرات المصرية إلى العراق بقيمة 50% من تكلفة النقل، وخلال الفترة القريبة الماضية تم توقيع عقد بين الشركة العامة للمواد الإنشائية العراقية وشركة سيراميكا كيلوباترا، والآن دخلت كيلوباترا السوق العراقية عن طريق الحكومة وأصبحت الشركة الإنشائية هى الوكيل الحصرى لها فى العراق»، بالإضافة إلى أن هناك شركات مصرية تعمل بالفعل فى العراق مثل «المقاولون العرب» التى تنفذ أعمالاً فى بغداد، وشركة «بتروجت» التى لها أعمال أيضاً فى البصرة.
وحول مستقبل العمالة المصرية فى العراق، أكد «جبر» أن القوانين العراقية تعطى للمقاول حق جلب العمالة من بلده بنسبة 50% فى المشروع، مشيراً إلى أنه يمكن زيادة النسبة لاحقاً وفق اتفاقات ومذكرات، لافتاً إلى أن وزير الصناعة العراقى وافق على منح مساحة 272 ألف متر للجنة المشتركة لرجال الأعمال المصريين والعراقيين، التى يرأسها أحمد السويدى، لتكون منطقة صناعية لوجيستية فى بغداد للصناعات المصرية.
وأشار إلى أن الوضع الأمنى تحسّن كثيراً بعد تطهير العراق من دنس «داعش» الإرهابى، وهو ما دفع دولاً أخرى كالأردن والسعودية والدول الأوروبية إلى أن تتقدم للاستثمار فى العراق، موضحاً أن الوضع بالنسبة للمصريين مختلف، قائلاً: «المصريون لهم تجربة فى العراق، وكان هناك 7 ملايين مصرى فى العراق، والشعب العراقى يحب المصريين جداً، المصرى يمكنه أن يعيش ويسير بترحاب من البصرة فى الجنوب إلى دهوك فى الشمال وصلاح الدين والأنبار وبغداد والنجف، فأمنياً المصرى أفضل من أى جنسية أخرى، لأن العراقيين لديهم تجربة رائعة مع المصريين لسنوات طويلة، وأى شركة لها عمل اقتصادى داخل العراق تستخرج لممثليها تأشيرة دخول خلال يومين».
من جهته أكد الدكتور محمد أبوكلل، مسئول الشئون العربية فى مكتب عمار الحكيم، رئيس التحالف الوطنى العراقى وزعيم تيار الحكمة، أن «مطالبات الحكومة العراقية بدخول الشركات المصرية السوق العراقية قديمة، وكانت الفرصة المقدمة فى الماضى كبيرة جداً، لكن سوء الأوضاع الأمنية دفع الشركات المصرية للابتعاد عن الدخول إلى العراق، علماً بأن الأوضاع الأمنية السيئة ليست فى كل العراق، وهذا ما أدى للاستعاضة عنها بشركات أخرى غير مصرية، وخصوصاً دول الجوار التى دخلت وانتهزت الفرصة».
إلا أنه استدرك قائلاً: حقيقة المواطن العراقى أنه لا يزال يرغب فى تنوع مصادر المنتجات التى يحصل عليها فى السوق العراقية، والمنتجات الأقرب لقلب المواطن العراقى إن صح التعبير هى المنتجات المصرية، وبعد انتهاء الحرب على «داعش» وانطلاق حملة إعادة الإعمار ومشاريع التنمية تجددت مطالبات العراق للشركات المصرية بالدخول ومنافسة الشركات الموجودة على الأرض، فالسوق العراقية سوق واعدة وكبيرة.
العراقيون يحبون المصريين وفرصتهم أفضل من أى جنسية أخرى.. ومنحنا 272 ألف متر مربع كمنطقة لوجيستية للصناعات المصرية
وأضاف «أبوكلل» أن الشركات المصرية التى ستذهب إلى العراق ستجد تسهيلات كبيرة من جانب الحكومة العراقية، خاصة فى مجال البناء والإعمار، لأن سوق المنتجات الغذائية شهدت صناعات وطنية، وأقيمت مصانع عراقية لتصنيع المواد التى تُستهلك محلياً، وبعض المستثمرين العراقيين عادوا إلى بلدهم وأنشأوا مصانعهم، مشيراً إلى أن العراق يحتاج الخبرة المصرية فى قطاعات البناء والبترول، خاصة السياحة، حيث إن العراق بلد يتمتع بنشاط سياحى جيد، سواء فى السياحة الدينية أو الأثرية.
وحول جدوى فتح الحدود البرية مع الأردن وتشغيل الطريق البرى بين مصر والعراق، قال مسئول الشئون العربية فى مكتب «الحكيم»: «القضية ليس لها علاقة بالحدود، ولكن بالفرص المعروضة من العراق، فالشركات الأجنبية الموجودة بالعراق وُجدت منذ فترة طويلة وكانت غير مهتمة بالوضع الأمنى، وبالتالى حصلت على الجزء الأكبر من الكعكة، لذا ندعو أن تدخل الشركات المصرية بشرط أن تكون شركات تنافسية لتجد أبواب العراق مفتوحة لها وتُفتح أمامها سوق غنية واقتصاد غنى يمكن أن يساعد فى النهوض بالاقتصاد المصرى».