«حلم» غير حياة هاني.. وزوجته: «مش ناوى تحلم تانى؟»
هانى المنشاوى
فى ذلك الصباح من عام 2005، لم يتجه هانى جمال إلى محل عمله بأحد مصانع الملابس، على غير العادة، لتسأله زوجته كريمة عن غيابه، فيأتيها الرد كما لم تتوقع «أصل أنا حلمت إنى هبقى رسام» لتضحك زوجته وهى تحمل طفلتها ذى الـ17 شهرا، ليخبرها جمال بملامح جادة: «أنا فعلا هسيب الشغل وهتعلم رسم».
لم تتصور كريمة أن زوجها الذي يعمل في مصنع للملابس، ومن قبلها كان يعمل في مصنع للمنتجات الغذائية، أن حديثه على جدي، لكن النقاش الذى دار بينهما بعد ذلك أكد لها صدق نيته: «افتكرته بيهزر وزعلنا جدا، وقلتله هو الرسم بيأكل عيش، وكان معانا طفلة لسة مولودة ومكملتش سنة ونصف» تحكى الزوجة التى قررت أن تدعم زوجها رغم معارضتها شرط أن يكون عمله بالمصنع ساريا: «بقى يروح 3 أيام و4 لأ، لحد ما راح خد كورس رسم فعلا، بس برضه مكنتش شايفة إن ده هيعود علينا بالنفع خالص». لكن هانى الذى تحولت حياته بعد ذلك، يمتن لذلك اليوم الذى قررت فيه زوجته أن تدعمه رغم خلافها فى البدء.
«حلمت بواحد ماسك شنطة وبيفتحها، وطلع منها أدوات رسم وبقى يرسم قدامى» يحكى هانى ذو الـ36 عاما، والذى حصل على دبلوم صنايع، ويسكن فى قويسنا. فى ذلك اليوم قرر الشاب البحث عن دورات فى الرسم، حصل عليها من كلية الفنون الجميلة، تعاون بعدها مع أحد الرسامين لصنع مناظر طبيعية بالألوان: «بقيت أعمل 20 لوحة فى الأسبوع وأبيع الواحدة بـ12 جنيه». رغبة هانى فى تطوير نفسه دفعته لتعلم فن رسم البورتريه، وذهب إلى أماكن عدة لرسم الوجوه، فى وقت كانت السياحة فيه منتعشة: «كنت بروح على الكورنيش ارسم الوجوه بـ50 جنيه، وده كان رقم كبير ساعتها، وفى مرة رسمت واحد إماراتى واتبسطت جدا وقرر يكافئنى وإدانى 500 جنيه».
تسأله زوجته حول حلم جديد يغير من معيشته، فيبتسم الشاب الذى رزق بطفل آخر: «بقى عندى نورهان ويس، واحتجت أطور نفسى بعد الثورة عشان السياحة وقفت». تعلم الشاب الرسم على الحائط، سواء كان الرسم بارزا أو محفورا، ويستغرق جدار واحد منه أكثر من 3 ساعات: «أدواتى كلها سكاكين ومعجون وألوان، وعشان كنت بحب الرسم وأنا صغير تميزت وبقت شركات بتطلبنى دلوقتى، والفضل كله يرجع لحلم وزوجة دعمتنى».