حادث إرهابى جديد يستهدف مصر فى عيد الميلاد
تصوير:
أسامة همام
10:14 ص | السبت 30 ديسمبر 2017
دماء الشهداء داخل كنيسة مارمينا بحلوان عقب الهجوم الإرهابى الذى استهدفها
شهدت مصر أمس عملية إرهابية جديدة بهجوم مسلح نفذه إرهابيان على كنيسية مار مينا بحلوان، قبل أيام من أعياد الميلاد المجيد، وبدأت نيابة أمن الدولة العليا تحقيقات موسعة فى الحادث الإرهابى، الذى استهدف كنيسة مار مينا بمنطقة حلوان أمس، والذى أدى حسب البيان الرسمى لوزارة الصحة لاستشهاد 9، منهم رجل شرطة مسلم، و8 مسيحيين، وإصابة 5، ومقتل أحد الإرهابيين المنفذين للهجوم. وقالت مصادر قضائية إن مسلحين اثنين هاجما الكنيسة ومحلاً تجارياً وأطلقا النار من أسلحتهما، ما أدى لوقوع عدد من الشهداء، بينهم أحد أفراد أمن الكنيسة، هو أمين الشرطة رضا عبدالرحمن، 45 سنة، وأوضحت المصادر أن المسلحين لم يتمكنا من دخول الكنيسة وأن إطلاق النيران كان خارجها.
وكشفت التحقيقات الأولية أن أحد الإرهابيين أطلق النار أمام الكنيسة، وبادله أحد أفراد الأمن النار، كما أطلق الإرهابى الثانى النار على محل تجارى يملكه مسيحى، وكلف النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، نيابة أمن الدولة العليا، بمباشرة التحقيقات فى الحادث الإرهابى، وانتقل فريق من محققى نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء المحامى العام الأول للنيابة، إلى مكان الحادث لإجراء المعاينات اللازمة وسؤال شهود الواقعة، وذلك لبيان كيفية وقوع الأحداث، كما انتقل فريق آخر من محققى نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار محمد وجيه، المحامى العام الأول للنيابة، إلى المستشفيات التى يرقد بها المصابون، لسؤال من تسمح حالتهم حول الحادث، إلى جانب مناظرة جثامين القتلى بمعرفة أعضاء النيابة.
وأمرت نيابة أمن الدولة العليا بندب أطباء مصلحة الطب الشرعى، لتوقيع الكشف الطبى على جثامين الشهداء وإعداد التقارير الطبية اللازمة فى شأن أسباب الإصابات التى أودت بحياتهم، وتكليف خبراء مصلحة الأدلة الجنائية بإجراء المعاينة الفنية ورفع آثار الحادث وإعداد التقارير الفنية اللازمة فى شأن كيفية تنفيذ الهجوم الإرهابى، وكلفت النيابة أجهزة الأمن بإجراء تحرياتها حول الحادث فى ضوء التحقيقات التى تجريها النيابة وتحديد هوية المسلحين اللذين هاجما الكنيسة والمحل التجارى الذى أُطلق عليه النار.
9 شهداء بينهم «شرطى» و5 مصابين فى هجوم على كنيسة مارمينا بحلوان والأمن يحبط محاولة تفجير ويسقط أحد الإرهابيين.. و«الداخلية»: المنفذ الرئيسى للعملية سبق له القيام بالعديد من العمليات.. ومصادر أمنية: الشرطة عثرت على بندقية آلية و5 خزائن رصاص مع الإرهابى بعد ضبطه.. وخبراء المفرقعات نجحوا فى تفكيك قنبلة يدوية قبل انفجارها
وقال الدكتور أحمد عماد الدين راضى، وزير الصحة والسكان، إن اثنين من المصابين تم نقلهما لمستشفى النصر للتأمين الصحى، وحالة لمستشفى حلوان العام، واثنين من المصابين تم نقلهما لمستشفى الإنتاج الحربى عن طريق الأهالى، وأضاف فى تصريحات صحفية له أمس، أن كافة مستشفيات الجمهورية رفعت درجة استعدادها لـ«الدرجة القصوى» بعد الحادث، مع توافر الأدوية، والمستلزمات الطبية، وجاهزية مستشفيات الإحالة لاستقبال المصابين. وأشار «عماد الدين» إلى أنه كلف الدكتور شريف وديع، مستشاره للرعايات والطوارئ والمشرف على هيئة الإسعاف، للذهاب للمستشفيات، والاطمئنان على حالة المصابين.
وقال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، إن رجل شرطة من ضمن المصابين عانى من تهتك بالكبد، ونزيف داخلى، وتم نقله من مستشفى النصر لمستشفى الشرطة بالعجوزة، وحالة تعانى من كسر متفتت مفتوح وخلع بالكتف اليسرى وجرى نقلها لمستشفى معهد ناصر لحاجتها لجراحة عاجلة، مع خضوع حالة للتدخل الجراحى فى مستشفى حلوان العام.
وقالت مصادر أمنية إن القوات تمكنت من إلقاء القبض على الإرهابى منفذ الجريمة أثناء محاولته الهرب فى شارع شريف الذى يبعد قرابة 150 متراً عن مكان الحادث بعد إصابته بأعيرة نارية من جانب القوات التى حضرت عقب الحادث بدقائق لتعزيز الخدمات الأمنية المكلفة بتأمين الكنيسة عقب ورود بلاغات من الأهالى إلى شرطة النجدة بحدوث هجوم إرهابى على الكنيسة، وأضافت المصادر أن الشرطة عثرت على بندقية آلية و5 خزائن وبداخلها 150 طلقة وقنبلة يدوية تمكن خبراء مفرقعات من تفكيكها قبل التفجير فى شارع أحمد بدوى، وأن قوات الشرطة تمكنت من التصدى لإحباط هجوم مخطط إرهابى كبير كان يستهدف تفجير الكنيسة بعبوات ناسفة وفرضت كردوناً أمنياً فى محيطها، وأكدت المصادر أن القوات أعادت تمشيط محيط الكنيسة بمعرفة خبراء المفرقعات للتأكد من عدم وجود عبوات ناسفة زُرعت من جانب منفذ الهجوم الإرهابى، موضحة أن قوات الشرطة تحفظت على الدراجة النارية التى كان يستقلها الإرهابى منفذ الهجوم، وترك دراجته النارية أمام أحد المنازل بشارع مصطفى فهمى الذى يبعد قرابة 70 متراً عن مبنى الكنيسة قبل أن يترجل على قدميه لتنفيذ الهجوم.
وكانت وزارة الداخلية قالت فى بيان عقب الحادث، إن الأجهزة الأمنية المعنية بتأمين كنيسة مارمينا بحلوان تصدت لمجهول يستقل دراجة بخارية خلال محاولته اجتياز النطاق الأمنى الخارجى للكنيسة، وقامت القوات بالتعامل الفورى معه ونجحت فى إلقاء القبض عليه عقب إصابته، وأضافت الوزارة أن المعلومات تشير إلى أن الإرهابى كان يستهدف اختراق النطاق الأمنى من خلال إطلاق أعيرة نارية ثم تفجير العبوة الناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين، إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حال دون ذلك، موضحة أن الإرهابى المشار إليه من أبرز العناصر الإرهابية النشطة، وسبق له القيام بالعديد من الحوادث الإرهابية التى أسفرت عن استشهاد عدد من رجال الشرطة والمواطنين، موضحة أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية.