«الوطن» تنشر برنامج التيار الإصلاحى لقيادات الإخوان السابقين
تنفرد «الوطن» بنشر برنامج ولائحة التيار الإصلاحى، الذى أسسه عدد من قيادات تنظيم الإخوان السابقين، أبرزهم مختار نوح والدكتور كمال الهلباوى، فيما بدأ التيار فى التجهيز لعقد مؤتمره الأول.
ويقول البرنامج فى مقدمته: «إن اتساع مفهوم الإسلام وشموليته، وتعدد المذاهب الفقهية، وكثرة الآراء فى المسألة الفقهية الواحدة، جعلت البعض يظن أن من حقه نسب ما ليس من الإسلام لا فى الأصول ولا فى الفروع إلى الإسلام ذاته، وقد جعل البعض منهم آراءه لها قدسية النص المقدس، والبعض جعل شخصيات بعينها لها قدسية تماثل وتحاكى النبى محمد «صلى الله عليه وسلم»، وحرص أن تغلف أفكارهم وآراءهم فتاوى السلطان، وذلك للتغطية على أهدافهم ومآربهم للوصول إلى كرسى حكم أو رضا البسطاء من الشعب».
وأوضح البرنامج أنهم بحاجة إلى منظمة إسلامية ضابطة ومراقبة ترعى الوسطية والاعتدال، وتكون مراقبة لادعاءات المدعين ومزايدة المزايدين، مشيراً إلى أن اتساع فهم الإسلام وتجدد مسارات التدين الخاص والعام، ربما سمح للبعض بادعاء أفكار ليست من الإسلام المعتدل والوسطى فى شىء، إنما هى هوى لدى معتنقيها، إما لكونها تتيح لهم السيطرة أو الاستفادة. وأشار إلى أن المرتكزات التى سيعتمد عليها التيار هو الوسطية واعتراف المجتمع بدوره، وأن يكون الاعتراف قانونياً وفق قوانين الدولة، وستتكون مبادئ التيار من العدل والحرية والسلام والدعوة والحوار وحقوق الإنسان والاستقلال والحياد وحق تقرير المصير وتطور الفكر الإسلامى وتجديده.
ويوضح التيار أنهم يحتاجون إلى مراقبين وباحثين فى الشأن الإسلامى من أفكار وقيم وحركات، وفقهاء وعلماء تجديديين، وأن تمويلهم سيكون رسمياً بحيث يكفل أجر مقرهم ومديره والسكرتارية، مشيراً إلى أن مرحلة الانتشار والاعتراف المجتمعى والفردى بها هى مرحلة تحتاج إلى الدعم الإعلامى الموجود فى المجتمعات المختلفة والمساجد والمؤسسات العامة، كما تحتاج إلى سواعد الشباب.
وحدد مراحل العقبات التى ستواجهه ممثلة فى اعتراض المؤسسات الرسمية، نظراً للتخوفات من أى ممثل لتيار إسلامى شعبى ربما يندرج بعدها فى أعمال العنف أو الاستفادة منه كظهير شعبى سياسى، واعتراض الحركات الشعبية المتدينة الوسطية والمتشددة وبعض ممثلى الحكومات. واعتبر التيار أن العمل السياسى وأضراره يأتيان ضمن العقبات التى تواجه مشروعه، مع أضرار الفتاوى السيئة على أفراده.
وقال مختار نوح، مؤسس التيار الإصلاحى، لـ«الوطن»، إنهم يجهزون لعقد مؤتمر لمؤسسى التيار خلال الأيام المقبلة، موضحاً أن التيار سيكون لمن ينتمون إلى تيار الإسلام المعتدل، مضيفاً، لـ«الوطن»، أنهم سيصدرون نشرة للتيار تحت رعاية الأزهر، لخلق تيار فكرى غير قائم على السمع والطاعة.
وقال طارق أبوالسعد، أحد مؤسسى التيار والقيادى الإخوانى السابق، إنهم يرون أن التيار الإسلامى يتعرض لخسائر، لأن هناك أشخاص منه أساءت للدين الإسلامى على محور المفاهيم والأشخاص، فالأشخاص المتدينة أصبحت محل اتهام فى المجتمع المصرى، كما أن الإخوان استباحوا الدماء رغم أنه حرام، والوسطية ونبذ العنف التى كانوا يتحدثون عنها عندما طبقت على الأرض أصبحت لا وجود لها.
وأضاف لـ«الوطن»: «حريصون أن يكون هناك وعى لدى الناس حول الإسلام، فالإخوان تسببوا فى اتهامه بالكذب وادعوا أنهم شاملين لكل شىء فى الدعوة والسياسة والعمل الخيرى والاجتماعى والتربوى، وكل هذا أصاب الإسلام فى مقتل»، مشدداً على أنه لا أحد يحتكر الإسلام، موضحاً أن هناك تأييداً للتيار الإصلاحى لكونه يمثل التيار الوسطى فى المجتمع المصرى، مشيراً إلى أنه من المنتظر انضمام عدد كبير من أعضاء الإخوان، الذين ما زال لديهم وعى، إلى التيار الإصلاحى، معتبراً أنهم يمثلون مرحلة ما بعد الإخوان، وتابع: «التيار لن يقبل العمل الحزبى، لكن إذا أراد أى فرد المشاركة بشكل فردى وشخصى فسنسمح له بذلك».