الفأر المفترس
يعوي كالذئاب عندما يكتمل القمر، وينقض على فرائسه كالقطط البرية، لكنه ليس ذئب أو كلب بل هو فأر فريد من نوعه ينتمي إلى فصيلة فئران "الجندب" الذي يمتلك خصائص فريدة، فهو لا يتأثر بسم العقارب التي تحاول النجاة من شراسته، ويسمى أيضاً "الفأر الذئب"، ويعيش في أمريكا الشمالية ويمكن إيجاد بعض سلالاته في أمريكا الوسطى.
وبعكس غالبية الفئران في العالم التي تتغذى أساسًا على ما هو نباتي، فهذا الفأر يعد تقريباً الوحيد في عائلة الفئران الذي يصطاد الفرائس، ويختلف عن أيّ فئران يمكنك أن تصادفها، رغم تشابه شكله معها، خاصة وأن عاداته في الحياة متفردة، فهو يكره الاختلاط ببني البشر ويحب العيش في المناطق الجافة غير المأهولة، بحسب "دويتش فيله".
واحذر أن تفكر في تربيته، فهو عدواني للغاية وسيفكر على الدوام في الهرب والعودة إلى البرية، أما إذا وضعت معه فأراً آخر في القفص، فستكون قد قدمت له وجبة سمينة دون أن تدري، وإذا وضعت فأريْ جندب من الجنس نفسه مع بعضهما البعض، فقد يؤدي بهما الجوع إلى العراك ومن يفوز سيلتهم الآخر.
يُعرف هذا الفأر بالصيد ليلاً، وكثيراً ما يُسمع صوته من بعيد وهو يعوي ولم يعرف السبب الكامن وراء عوائه كالذئاب إلى الآن، ومن المعروف أن عواء الذئاب يكون غالباً نوعاً من التواصل بين أفراد القطيع أو مع قطيع آخر، فيما يعوي فأر الجندب غالباً قبل قتل فريسته، ويشترك الاثنان في العواء عند اكتمال القمر.
يتغذى هذا الفأر الغريب عادة على الحشرات والعقارب والثعابين الصغيرة، ومن أفضل وجباته حشرة الحريش، فرغم أنها قد تقتلته وتفترسه بدورها، إلّا أنه يتجنب لسعاتها السامة حتى يتمكن من قتلها والتهامها.
وهذا الفأر المنعزل يخصّص لنفسه مساحة صيد كبيرة يُمنع أي فأر جندب آخر من اختراقها، ولا يتوالد كثيراً، ولكن المعروف أن صغاره بمجرد ما تخرج إلى الحياة، تبدأ هي الأخرى في تعلّم الصيد، بل إنها قد تهاجم فرائس تكبرها حجماً.
وقد أثبتت عدة دراسات علمية أن سم العقارب لا يؤثر في هذا الفأر، بل على العكس، يعمل على تسكين آلامه، وهو ما جعل هذا الفأر مادة خصبة للعلماء لأجل دراسة تفاعل الجهاز العصبي مع السموم.
تعليقات الفيسبوك