احتفالات المصريين برأس السنة في الخارج
"الغربة مُرة؟" بالطبع مُرة ولا يدرك قسوتها سوى من عايشها، ولكن هذه المرة وتحديدا في رأس السنة، كان لمصريين يعيشون بالخارج رأي آخر مختلف تمام، إذ اعتبروا أنهم لم يعرفوا المعنى الحقيقي لاحتفالات رأس السنة إلا بعد أن سافروا وتركوا مصر.
تونس
خباب عبد المقصود، يعيش في تونس منذ عام ونصف، يحكي لـ"الوطن" أنه لم يشعر باحتفالات رأس السنة سوى بعد السفر خارج مصر، ويتذكر أن آخر مرة احتفل فيها بليلة سنة جديدة كانت قبل ثورة يناير، أي منذ حوالي ثماني سنوات، فيقول "الناس هنا بتعرف تستمتع بالحياة، وإحنا في الغربة بنحاول نبقى اجتماعيين أكتر ونعرف ناس ونكون صداقات، وده بيخلينا نشاركهم الاستمتاع بالمناسبات زي رأس السنة".
العام الماضي، قضى خباب ليلة رأس السنة في دبي، انبهر خباب بالاحتفالات هناك بالأضواء والألعاب النارية التي أضاءت المدينة حينها، أما هذا العام فيحتفل بزفاف صديقين له في تونس، صديقان يبدأن حياة جديدة وبفرح يشاركهما خباب في بدء عامه الجديد.
احتفالات "خباب" بزفاف أصدقائه
والعام الماضي في دبي
رأس السنة مناسبة مهمة جدا لدى سهيلة محمد التي تعيش في تونس أيضا منذ 3 أشهر، لا تحب أن تفوتها أو تقضيها وحدها في المنزل، قد يسبب ذلك لها اكتئابا، لذا فهي تفضل أن تقضيه برفقة أصدقائها، ولأن الحفلات في تونس مكلفة كما قالت سهيلة لـ"الوطن"، والسكان نفسهم ينهون يومهم باكرا، فالحل الأمثل هو "عشاء لطيف وحفلة بالمنزل".
"أهلي عمرهم ما احتفلوا برأس السنة، بيحتفلوا بأعياد المسلمين بس، ورغم كده مفتقدة الخناقات مع صحابي في مصر هنسهر فين يومها وهنعمل إيه، وعادة كنا بنعلن التقشف قبلها بفترة عشان نعرف ندفع فلوس سهرة حلوة".
واشنطن
يعيش بيتر صموئيل منذ 3 سنوات في كاليفورنيا، إلا أنه من خلال رحلة يخوضها في نيويورك لكاليفورنيا، سوف يقضي ليلة رأس السنة في العاصمة واشنطن، يقول بيتر لـ"الوطن" إن "الداون تاون" تحتفل بهذه المناسبة من خلال الألعاب النارية والاستعراضات في الشوارع والـD.J، وعلى الرغم من الاحتفالات الأمريكية والأجواء السعيدة التي يعيشها بيتر برفقة أصدقائه، إلا أنه يفتقد عائلته قائلا "مفتقد اللمة في مصر".
تركيا
"مكنش في رأس سنة في مصر أصلا".. بابتسامة قالتها منى أبوعامر، التي تعيش في تركيا منذ عامين، فتقول "رغم إن البلد هنا إسلامية مش طراز أوروبي زي ما الناس فاكرة، إلا أنهم بيحتفلوا براس السنة كأنها عيد رسمي مش أي عيد كمان، والناس بتدي المناسبة حقها جدا، لدرجة إن الناس بيشتروا هدايا ويوزعوها على أطفال جيرانهم".
رأس السنة في مصر مرتبط في ذهن منى بالحدث الإرهابي، ففي بداية كل عام تتوقع منى وقوع حادث يحول الاحتفالات لمأساة وضحايا، لذا تقول منى "كان نفسي أفتقد راس السنة في مصر، بس للأسف أنا محستش بيه خلال 28 سنة في مصر غير لما سافرت".
تحتفل منى وابنتها برأس السنة، ويقضيان أوقاتا ممتعة في الشوارع التي تزينها الأضواء وأشجار الكريسماس، ليس هذا فقط، تقول منى إن المحلات احتفالا بهذه المناسبة تقدم عروضا وخصومات كبيرة حتى يستفيد ويسعد بها الجميع.
كندا
تحتفل كندا بالكريسماس ورأس السنة مبكرا قليلا عن باقي الدول، فتبدأ الاحتفالات منذ شهر نوفمبر، كما تقول ياسمين محمد علي التي تعيش في كندا منذ خمسة أعوام، "زينة في المولات، وألعاب نارية، واحتفالات في الداون تاون في تورونتو".. هكذا اعتبرت ياسمين أن الأجواء فيكندا مبهجة وجميلة في احتفالات السنة الجديدة.
وبسبب انخفاض درجات الحرارة، تحتفل ياسمين في جو عائلي، فتقول "بنلبس بيجامات شبه بعض، وبنجيب هدايا نقدمها لبعض، وبنعمل أكل حلو"، قضت ياسمين رأس السنة العام الماضي في مصر وحضرت حفل لعبد الباسط حمودة، وعام أخر قررت أن تقضيه في دبي لتشاهد الألعاب النارية التي تشتهر بها، ولكن معظم الأوقات تقضيها في كندا حيث تعيش دون أن تفتقد هذه اللية في مصر قائلة "مفيش أجواء أصلا في مصر عشان أفتقدها، الفرق شاسع في الاحتفال، هنا البرد والتلج كمان بيساعدوا إننا نعيش في أجواء الكريسماس أكتر، كل حاجة حوالينا هنا متزينة حتى اللوبي وأبواب الشقق".
ولا يمر الكريسماس دون تخفيضات وعروض، فتقول ياسمين أن هذا هو الموسم في كندا للعروض والتخفيضات، كما أن المدارس في كندا تتزين بأشجار كريسماس للتبرعات قائلة "بيحطوا شجرة تبرعات للأطفال، بيعلقوا عليها تبرعاتهم وتحتها، وجنبها كراتين التبرعات".
السويد
حفلات رأس السنة في السويد في الغالب تكون مكلفة جدا، كما أوضحت سارة البنا لـ"الوطن"، ولذا تكون الحفلات في المنزل هي البديل الأمثل، ولكن رغم ذلك أجواء الكريسماس بدأت في مدينة جوتنبرج حيث تعيش سارة منذ بداية شهر ديسمبر، فالزينة معلقة بكل الشوارع والمناطق، وأشجار الكريسماس منتشرة أمام المنازل وداخلها وبالمولات أيضا.
تعليقات الفيسبوك