النيل والليل والخيل.. فى مغارة محمد عبلة
لوحة للنيل فى معرض «مغارة على بابا»
القاهرة مدينة لا تهدأ، ومحمد عبلة أحد المفتونين بحركتها الدائمة، وما تبعثه من طاقة وأمل دائم فى التغيير، حتى إن تأخر كثيراً. يتوقف المتأمل فى لوحات «عبلة» أمام خطوط وألوان تُجسّد الليل والنيل والناس والخيل، فيتسرّب إليه مزيج من أحاسيس العطاء والصبر والتعايش والبطولة، فى سبيل أكل العيش.
معرضه الأخير، صاحب الاسم المثير للدهشة «مغارة على بابا»، فى الجريك كامبس جاليرى، يضم توليفة من لوحات يعتز بها الفنان التشكيلى الكبير. يقول عنها «هذه لوحات محبّبة لى، اخترتها من أعمال كثيرة، استجابة لطلب الأصدقاء بأن أفتح المغارة (المخزن)، وأعرض منها لوحات تستحق العرض، ولم يسبق لى عرضها». «شىء ما فى المدينة أحبه، رغم صخبها الذى يفر منه كثيرون، ومن أجل احتمالها أركن إلى جزيرة القرصاية بقلب النيل، باحثاً عن الهدوء، وهكذا تستمر الحياة». هكذا يحاول «عبلة» كسر الهوة بين عالم المدينة الصاخب الصلب، وعالم الريف والنيل الهادئ الجميل.
وعن معرضه «المغارة»، الذى يختتم فعالياته فى 6 يناير المقبل، يقول فنان الكاريكاتير سمير عبدالغنى: «الناس فى أعمال (عبلة) كتل بشرية تتزاحم فى متاهة الحياة وتسعى للخير والأمل، يرسمهم فى ساعات الألق والدهشة».
فى «المغارة»، دعوة مفتوحة من «عبلة» لحب الحياة والإقبال عليها، كما هى، والأمل فى الأفضل. ستأتيك تلك الدعوة، بعلم الوصول، من لوحاته، فى فرحة طفل يستحم مع والده وحصانه فى النيل، وفى روعة الأضواء الملونة ليلاً على صفحة النيل، وفى نظرة بعين محبة للحياة فى بنايات العاصمة المكتظة، لتبدو كمربعات ملونة تبعث على البهجة. هى الحياة بحلوها وحلوها فى لوحات «عبلة» تطل من كل التفاصيل، كأنها رسالة من صاحب المغارة «أحبوا الحياة كما هى، وابحثوا عن الأجمل».