أستاذة الاجتماع: «صلاح» نموذج قادر على رفع اسم مصر.. وعلى الإعلام أن يقدم للشباب نماذج أخرى
هدى زكريا
قالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع، إن محمد صلاح نموذج قادر على رفع اسم بلده عالياً وله تأثير اجتماعى إيجابى على الأطفال والشباب وكذلك أولياء الأمور، إلا أن هذا التأثير لا بد أن يكون له حدوده التى لا يتخطاها، ويجب على الإعلام أن يقدم لهؤلاء الأطفال والشباب نماذج أخرى فى العديد من المجالات حتى تكون لديهم قدوة ليس فقط فى كرة القدم. وطالبت «زكريا»، فى حوارها مع «الوطن»، الحكومة بضرورة توفير برامج رعاية اجتماعية وثقافية وتعليمية للأطفال والشباب الموهوبين للكشف عنهم ورعايتهم وتحقيق الاستفادة الكاملة للمجتمع.. وإلى نص الحوار.
ما تأثير موهبة محمد صلاح على الأطفال؟
- محمد صلاح بطل ونموذج، كل الأطفال معجبون به، لكن هذا مرتبط بكرة القدم فقط، لذلك أرى أن التأثير الاجتماعى لهذا النموذج لا بد أن يكون ضمن رؤية المجتمع لأبطاله وشبابه الواعدين، وأن يتضمن كل من هو قادر على رفع اسم الوطن، وهنا إذا كانت كرة القدم بارزة والناس كلها مهتمة بها، فمن الطبيعى أن يظهر محمد صلاح على قمة الاهتمامات، لكن لا يجب أن نسلط الضوء عليه فقط، لأننا فى النهاية لسنا فى حاجة أن يخرج كل أطفالنا «لعيبة كورة»، لأن هناك الكثير من الباحثين والحاصلين على جوائز فى العديد من المجالات وليس فى كرة القدم فقط، فعلى المجتمع أن يربى أبناءه متقدمين فى كل المجالات، فكون أن يحظى مجال الكرة على الأضواء هذا لا يعنى أن يكون الأطفال «محمد صلاح» أو لاعبى كرة فقط، لكن من الممكن أن أقدمه لهم على أنه نموذج جيد ومتقدم فى مجال معين، وعليهم أن يكونوا قدوة ونموذجاً فى مجالاتهم مثلهم، خصوصاً أن أسطورة محمد صلح ستنتهى عند سن معينة، وفى الماضى كان لدينا أبطال مثل حمادة إمام، وصالح سليم وعادل هيكل وغيرهم من الموهوبين فى الكرة أيضاً.
هدى زكريا: على الحكومة اعتماد برامج رعاية اجتماعية وثقافية وتعليمية للموهوبين
ما تأثير تجربة صلاح على أولياء الأمور؟
- أرى أننا يجب أن نضع التأثير فى حدوده وعلى أولياء الأمور أن يوضحوا لأبنائهم أن لكل مجتهد نصيباً، فكل مجتهد فى مجاله له نصيب من النجاح على قدر اجتهاده، وعليهم أن يبرزوا لأبنائهم جميع النماذج الصاعدة.
هل الفقر يمنع بروز الموهبة؟
- الفقر ظرف وليس معياراً، وعندما أنظر إلى الموهبة لا بد أن أنظر إلى ضعفاء المجتمع لأنها تكون كامنة لديهم وتحتاج إلى من يكتشفها، فنحن نجد الموهوبين فى الكرة معظمهم كانوا من طبقات فقيرة، فعلى الإدارات التى تدير المجتمع أن تضع فى بالها الأجيال المقبلة وتضع برامج لرعايتها وأن تخرج موهبتها، ورأينا البعض لا يستطيع أن يكمل وينمى موهبته لفقره، ولا بد أن تكون هناك معايير لمن يحصل على المنح الدراسية وغيرها، وأن تكون هناك معايير شديدة الانضباط لاختيار من يحصل على تلك المنح حتى تتيح الفرصة للموهوبين والمتفوقين فقط بعيداً عن الواسطة والمحسوبية.
هل تمضى صناعة النجومية فى طريقها الصحيح؟
- صناعة النجم متوقفة على فلسفة الإدارة الاجتماعية للدولة، أى لا بد من وضع معايير وبرامج نستفيد بها من الموهوبين وعدم تركهم إلى الهجرة للاستفادة بموهبتهم، ولا بد أن تتغير المعايير التى تسمح بالواسطة والمحسوبية، وأتمنى أن تكون مصر دولة مليئة بالعلماء والصفوة من الموهوبين وغير طاردة لهم، وأؤكد أنه لن يتحقق ذلك إلا بوجود فلسفة إدارة اجتماعية جيدة تتيح لهم الفرص الحقيقية وتستغل طاقتهم وموهبتهم.