نصائح هامة للأطفال قبل دخول المدارس (1)
«كيم وسونج» شقيقان توأمان، وقد عانت عائلة «كيم» من الفقر الشديد بعد وفاة والدهما، فى حين عاشت عائلة «سونج» سعيدة وثرية، لأن «سونج» احتفظ لنفسه ببيت أبيه الراحل.
فى أحد أيام فصل الربيع عاد «كيم» إلى بيته، بعد أن عمل طوال النهار فى أحد الحقول القريبة. شاهد «كيم» ثعباناً فى إحدى زوايا البيت، فطارد الثعبان بالعصا واكتشف أنه قد أكل الطيور التى على الشجرة. لكنه سمع أنين عصفور مكسور الساق فى ركن من العش الخالى. أخذ «كيم» العصفور، وربط ساقه المكسورة بالخيط، وأطلقه فى الهواء. عاد العصفور إلى عشه، حيث كان الصغار بانتظاره، فأخذ يطعمها وهى فرحة. وفى نهاية الخريف عاد العصفور مع باقى الطيور التى تزور كل ربيع وصيف المنطقة الجنوبية التى يسكن فيها «كيم».
شعر «كيم» وعائلته بالسعادة الغامرة حين عادت الطيور فى الربيع التالى، وحط الطائر نفسه فوق سطح بيت «كيم» وأخذ يغنى بصوت صادح وعالٍ. ثم طار العصفور مرات حول الفناء. وأسقط الطائر بذرة من فمه عند قدمى «كيم» ثم طار مبتعداً.
غرس كيم البذرة وأخذ يرعاها بعناية بمساعدة أسرته، وانتظروا قدوم شهر الحصاد فى فصل الخريف وشعر بسعادة غامرة حين شاهد الطيور تعود، لأن ذلك يعنى أن الشتاء الطويل أوشك على الانتهاء، ومعه ينتهى البرد القارس.
ذات يوم دافئ حان موعد الحصاد، وأهدت البذرة التى منحها العصفور إلى «كيم» ثلاث ثمار، اندهش «كيم» وعائلته بسبب السرعة التى نبتت فيها البذرة حتى تحوّلت إلى شجرة مثمرة! وحين نضجت الثمار بما يكفى لأكلها، استخدم «كيم» منشاراً ضخماً كى يقسّم الثمرة الكبيرة لتوزيعها على أطفاله. وكانت المفاجأة أن قلب الثمرة كان مملوءاً بالعملات الفضية والذهبية بدلاً من البذور. كما كانت الشعيرات الداخلية للثمرة من الحرير الخالص. بعد ذلك استمرت دهشة الأسرة السعيدة، حين خرجت من قلب الثمرة الثانية حقيبة من الأرز يستطيعون زرعها لموسم كامل.
أما الثمرة الثالثة فخرج منها مئات من النجارين الصغار الذين انطلقوا لبناء بيتٍ رائع الجمال، له سقف من البلاطات المنسقة، وبوابة ضخمة، وسور كبير، وفرح «كيم» وعائلته لأنهم أصبحوا أغنياء. وصلت أنباء ثروة «كيم» إلى أخيه «سونج»، فقرر أن يزور أخاه ليشاهد بنفسه مظاهر الثروة، ويعرف مصدرها. وما إن وصل الأخ الأنانى حتى شعر بالغضب. فعلى الرغم من أن أخاه «كيم» رحّب به فاتحاً ذراعيه إلا أن «سونج» ابتعد عنه وهو يقول: لا بد أنك سرقتَ أحداً حتى تصبح غنياً بين يوم وليلة! أخبرنى الحقيقة!
حكى «كيم» حكاية الثعبان والعصفور والبذرة والشجرة والثمرة والثروة.
عاد «سونج» إلى بيته وهو يحلم بالعصافير والبذور السحرية. وانتظر الربيع القادم مع زوجته، حتى شاهدا زوجاً من العصافير يبحثان عن مكان ليبنيا فيه عشاً لهما. نثر الزوجان الحبوب على الأرض وعلى السقف، على أمل أن يجذبا اهتمام العصفورين. وأخيراً بنى زوج العصافير العش، وبعد وقت قصير أصبح لدى الزوجين عصافير صغار.
انتظر «سونج» أن يأتى ثعبان فيهاجم العش وينقذ الصغار، ولكن صبره نفد ولم يأتِ الثعبان! فكسر ساق عصفور صغير، وربط الساق بعد ذلك، وأطلق الطائر وهو يقول:
انطلق أيها العصفور الصغير، لقد ربطت ساقك المكسورة، فأحضر لى فى الربيع القادم البذور السحرية..
فى الربيع التالى شاهد «سونج» العصفور يعود. ودار العصفور فى الهواء، ثم أسقط بذرة وابتعد. زرع «سونج» البذرة وانتظر الصيف كله حتى يأتى موعد الحصاد فى الخريف. وبالفعل أصبحت البذرة شجرة كبيرة. وكبرت على الأغصان ثلاث ثمار ضخمة.
حان وقت فتح الثمار، بعد أن قضى «سونج» الصيف يحلم بالثروة القادمة.
لكن الثمرة الأولى خرج منها مئات الشحاذين والمتسولين الذين دخلوا بيت «سونج» وحديقته وأكلوا وأخذوا كل شىء وجدوه!
صرخ «سونج»، قائلاً: هذا مستحيل. لا بد أن هناك خطأ. أين الذهب؟
قالت زوجته وقد أصابها الرعب: لا بد أنه فى الثمرة الثانية.
قام الزوجان بقطع الثمرة الثانية بالمنشار، ولكنهما وجدا تراباً أسود اللون يخرج من الثمرة ليغطى كل شىء حولهما، حتى وصل إلى رأسيهما!
بصعوبة بالغة أزاح الزوجان التراب، وقطعا الثمرة الثالثة. وإذا بطاحونة تخرج فتحطم البيت تماماً.
عرف «كيم» ما حدث لأخيه فسارع مع عائلته لنجدته، بكى «سونج» وهو يقول: كنت مخطئاً يا «كيم» حين تخليت عنك ولم أساعدك، كنت أنانياً، لم أقف بجانبك حين كنت بحاجة إلىّ. أرجوك سامحنى.
سامح «كيم» أخاه وعاد الشقيقان إلى عهدهما وهما ينعمان بالصداقة.
ما النصائح التى يجب أن يتبعها الآباء ليحافظوا على صحة الأبناء قرب دخول العام الدراسى الجديد؟
يجيب د. شريف على عبدالعال، استشارى طب الأطفال كلية الطب جامعة القاهرة، أمين عام مساعد الجمعية المصرية لطب الأطفال، ورئيس تحرير المجلة العلمية لطب الأطفال
إن الاستعداد لدخول المدرسة يُعتبر نقطة تحول رئيسية فى حياة الطفل، فهى لحظة تحتوى على المجهول، فهو لا يدرى أين يذهب لوحده، حتى أمه تتركه لوحده ويكون وحده مع أناس جدد ولا يدرى ماذا يفعل وهو ليس متعوداً على النظام أو الربط فلا بد أن نعده جيداً ليس فقط للمدرسة ولكن لأن يكون أصغر واحد فى مدرسة كبيرة.
فمع قبل وقت الدخول من الممكن أن نبدأ بالكلام عن المدرسة وكيف سوف يتغير روتين الحياة وكيف سيكون له أصدقاء جدد وأن المدرسة سوف تكون ممتعة له. أيضاً نشاركه فى اختيار الملابس وشنط المدرسة.
يجب الأخذ فى الاعتبار أولاً أنه فى وسط مجموعة جديدة من الأناس لا يعرفهم، فلا بد أن نبدأ مع أطفالنا بأن ندربهم مسبقاً على أسس الحياة الاجتماعية ونزودهم بالثقة فى النفس اللازمة لكى يتعرفوا ويقدموا أنفسهم لغيرهم.
فلنبدأ معهم بأطفال الجيران مثلاً، ونشجعهم على اللعب معهم ونحثهم على الاختلاط بهم مع مراقبتهم وتصحيحهم. لا بد أن نفتح مع أطفالنا الشفافية الكاملة فى علاقاتهم ونكون دائماً موجودين فى أى سؤال أو موقف قد يطرأ على العلاقة ليحسوا بالأمان.
مع الوقت لا بد أن نشجعهم على تبادل الزيارات مع أطفال آخرين ليعزموهم فى بيتهم أو يذهبوا إليهم، فبذلك يكون الطفل قادراً على أن يستوعب أنه قد يذهب إلى مكان ولكن سوف يعود إلى أمه وبيته مرة أخرى.
إن هذه العلاقات تفتح آفاق الطفل إلى حدود جديدة من القواعد التى تطبق عليه، فإنه قد يرى مثلاً فى بيوت أخرى انضباطاً أكثر أو قواعد تُكسر فى أشياء هو متعود عليها فهذا قد يؤثر على سلوك الطفل تجاه بيته، فلابد أن نعرف أن هذا التغير إيجابى، فالطفل لأول مرة يواجه التغير فى القواعد ويتعلم حدود الحرية، وهنا لا بد أن لا ننزعج وأن نوضح رفضنا للسلوك الجديد ونحاول أن نناقش شعوره وفكره عن التغير أو الأحداث الجديدة، فالآن هو الوقت المناسب لتقديم فكرة الثواب والعقاب، ولكن لا بد أن نعلم أنه قد يرضخ الطفل لرأى ما لأنه يخشى العقاب لأنه يقيّم الأفعال برد الفعل وليس بالفعل نفسه، فمثلاً عندما يكسر شيئاً ثميناً فإنه يظن أنه سيئ ولكن لا بد أن نعلمه الفرق بين الحوادث والسلوك السيئ، لنعلمه ذلك يجب أن نفرق بينه كشخص وبين أخلاقه، فمثلاً عندما نعاقبه يجب أن نفهمه أن العقاب بسبب فعل سيئ وليس لأنه هو السيئ، ولابد أن نفهمه أن هذا العمل «وحش»، ونحاول أن لا نفقد أعصابنا حتى لا يحس أننا «زعلانين» منه هو لشخصه وليس لفعله.