الصبح على مكتب.. وبالليل فى المطبخ: الكيف بيذل «نجاتى»
«هيثم» و«نجاتى» أثناء عملهما فى «الطبخ»
ظهرت موهبته فى المطبخ، وهو لا يزال فى سن صغيرة، فكان يساعد كبار الطهاة فى تلك الليالى التى تقام فى عزبة الجمايلة بدسوق، ومع حصوله على شهادة متوسطة من معهد للسياحة والفنادق، سافر الشاب إلى العراق حيث عمل طاهياً لسنوات، ومنها إلى إيطاليا، عاد بعدها إلى مصر للتعيين فى إدارة دسوق الزراعية، لكن شغفه الأول لم يتركه.
يعمل «نجاتى عبدالمنصف» فى إدارة دسوق الزراعية، فى لجنة حماية الأراضى، منذ عام 1989، ينهى عمله فى الوقت المحدد، ثم يتجه إلى عمله الثانى، حيث يصبح فجأة جزءاً من معركة كبرى، يقف فيها وسط قطع اللحم والقدور والأوانى الكبيرة، ما بين إنهاء أطباق رئيسية وإعداد الحلويات للسهرات التى تقام فى الأرياف، سواء كانت خطوبة أو فرح، أو حتى أحد الموالد: «لما كنت برة وعرفت إن فيه فرصة للتعيين رجعت، بس فى الآخر لاقتنى مش عارف أبطل شغلانتى الأساسية».
ينظم الرجل وقته بين العمل ووظيفته
يحكى الرجل ذو الـ57 عاماً، الذى اشتهر فى عزبته والقرى المجاورة لها بعد عودته من السفر: «هنا الناس بتتعامل معايا بشكل تانى، مش مجرد طباخ، عشان سافرت برة فترة نحو 6 سنين». لدى «نجاتى» 3 أبناء، ولد كبير اسمه «هيثم»، وفتاتان، وكان قد أخذ قراراً بتعليم ولده نفس المهنة التى يعمل بها: «عشان يبقى سندى فى الشغلانة» وحين حصل «هيثم» على دبلوم الصنايع، تفرغ تماماً على غير رغبته للعمل مع والده: «كان زمان مش عاجبه الحال، دلوقتى مبسوط عشان بقى ليه كار وصبيان شغالين تحت إيديه وهو لسه 24 سنة». أرز وخضراوات ولحوم ومكرونة وسلطة، وكنافة وبسبوسة وأطباق الجيلى أبرز ما يقدمه نجاتى وابنه هيثم، وطاقم العمل الذى يتكون من 3 أفراد، وتختلف الأطباق باختلاف المكان الذى يتجه إليه الرجل وما يطلبه القائمون على الفرح: «الأكل فى العراق دسم جداً، وفى إيطاليا خفيف خالص، وأنا اشتغلت هنا وهناك، وشفت الفرق أما مصر فدى حاجة تانية خالص».
ينظم الرجل وقته بين العمل ووظيفته، ويحرص على عدم الخلط بينهما، كى لا يتعرض لمشكلة: «الشغل ليه وقته ومجهوده، وهوايتى ليها وقتها برضه». يتقاضى على إحياء الليلة أكثر من 3 آلاف جنيه فى حالة عدم وجود ذبيحة: «لكن لو فيه عجل ولا حاجة هاخد 5 آلاف جنيه طبعاً».